توقعت دوائر سياسية ودبلوماسية مزيدا من التوترات بين روسيا والولايات المتحدة، على خلفية فرض وزارة الخزانة الأميركية عقوبات بموجب قانون مانييتسكي على 21 شخصية روسية و9 كيانات في إطار الأزمة في أوكرانيا وضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وفيما وصف الكرملين العقوبات الأميركية بأنها «غير قانونية وغير ودية»، مما قد يدفعها لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد مسؤولين أميركيين، قال مراقبون إن تكرار العقوبات ضد أفراد وكيانات روسية يأتي ضمن مخاوف واشنطن من مساعي موسكو لمشاركة الولايات المتحدة مرة أخرى في ثنائية قطبية تجردها من سيطرتها على القرار العالمي، لافتين إلى أن الولايات المتحدة تسعى بطريقة وأخرى إلى تطويق روسيا، خصوصا أن مسألة الحصار المالي لا تجدي نفعا كون لا توجد حركة اقتصادية ناشطة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية مقارنة بتلك الموجودة بين روسيا وأوروبا، كما أن تلك الأخيرة لن تستجيب بشكل كامل للعقوبات الأميركية حفاظا على علاقاتها الممتازة مع روسيا.
انتهاكات الصواريخ
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أقر في وقت سابق، عقوبات جديدة ضد روسيا بسبب ما وصفه بـ«الانتهاكات المفترضة لاتفاقية إتلاف الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى»، بعد أن اتهمت وزارة التجارة الأميركية شركات روسية بوضع تكنولوجيات صاروخية جديدة بهدف «تغيير الخطط الاقتصادية للحكومة الروسية». كما أضيفت إلى الملفات الخلافية بين البلدين انتقاد الولايات المتحدة روسيا تزويد ميانمار ما وصفته بـ«الأسلحة الحديثة الفتاكة»، وهو ما اعتبرته روسيا «مكونا شرعيا للعلاقات بين الدول».
تماس مباشر
وأوضح محسن، أن روسيا أصبحت على تماس مباشر مع أكثر من منطقة توتر في العالم، خصوصا بعد عودتها القوية إلى الشرق الأوسط عبر الملف السوري والتنسيق الروسي التركي الأمني الجغرافي على الحدود التركية الروسية، وصولا إلى العراق في مقابل التواجد الأميركي هناك، مما يعني تصاعد المواجهة السياسية الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، محذرا من تصعيد المواجهات التي قد تهدد العالم بأسره.
تدني مستوى العلاقة
حسب المراقبين، فإن أكبر المواجهات التي أدت إلى تدني مستوى العلاقات الروسية الأميركية التحقيق الذي جرى في الولايات المتحدة على خلفية اتهامات بتدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لدعم الرئيس الحالي دونالد ترمب، حيث وضعت قائمة تضم 114 شخصية سياسية في إدارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و96 من رجال الأعمال المقربين منه.
وقال المحلل السياسي أنيس محسن، في تصريح إلى «الوطن» إنه بعكس ما ظن البعض أن العلاقات الروسية الأميركية ستتحسن في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلا أنها فيما يبدو ازدادت توترا، خصوصا بعد الاتهامات القائلة بدعم مسؤولين روس لحملته الانتخابية، مما دفعه إلى القبول بهذا الكم من العقوبات المتواترة كل فترة على روسيا، مما يعني أن «العلاقات الأميركية الروسية ذاهبة إلى المزيد من التشدد».
مخاوف 2018
- عودة أجواء الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو
- نزاع صيني أميركي نتيجة زيادة نفوذ بكين التجاري
- حوادث واصطدامات متوقعة في سورية وشبه الجزيرة الكورية