المطالبة بتغيير نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية مطلب أساسي رفعته منظمة «مجاهدي خلق» منذ أعوام طويلة وأصرَّت عليه، باعتباره الطريق والسبيل الوحيد من أجل معالجة کافة الأوضاع المتردية في إيران. وأکدت أنه لا يمکن أبدا إيجاد أي حل لمختلف المشكلات المتعلقة بالأوضاع في إيران بدون إسقاط هذا النظام الذي کان وسيبقى سبب کافة المشکلات والمصائب التي حلَّت وتُحل بالشعب الإيراني وشعوب المنطقة كافة.

نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو نظام طفيلي يستمد استمراره من نفث سمومه وآثاره الضارة على الآخرين، ولاسيما الشعب الإيراني وشعوب المنطقة. لقد بنى وجوده على أمرين أساسيين هما: قمع الشعب الإيراني في الداخل ومصادرة حرياته، إلى جانب تصدير التطرف والإرهاب والتدخل في شؤون بلدان المنطقة. وليس بإمکان هذا النظام أن يغيِّر أبدا من هذين الأمرين، لأن ذلك کفيل بسقوطه وزواله.

ولذلك، فإن أولئك الذي قاموا بمسايرة واسترضاء هذا النظام المعادي للأمن والاستقرار وتوهموا بإمکانية إعادة تأهيله، اکتشفوا ويکتشفون مدى الخطأ الكبير الذي ارتكبوه عندما ساروا خلف وهم وسراب.

حل القضية الإيرانية من أساسها لم يکن باعتماد خيار الحرب ضد إيران ولا بمسايرتها واسترضائها، بل يکمُن في إسقاط النظام الذي يجب أن يتم من خلال دعم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، والاعتراف بالمقاومة الإيرانية کمعبر عن آمال وتطلعات الإيرانيين، وفتح مکاتب ومقرات لها في مختلف بلدان العالم وبشکل خاص في بلدان المنطقة. إن هذا هو الخيار الوحيد والأمثل، خصوصا وأن العالم عندما يبادر إلى دعم نضال الشعب الإيراني وليس تجاهله وغض النظر عنه، کما فعل حيال مجزرة صيف عام 1988، التي تم خلالها إعدام أکثر من 30 ألف سجين سياسي، أو کما تصرَّف إزاء انتفاضة عام 2009، التي انتفض فيها الملايين من أبناء الشعب الإيراني ضد النظام وطالبوا بإسقاطه.

 إن دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته من أجل الحرية والتغيير، خصوصا بعد انتفاضة 28 ديسمبر 2017، قد صار مطلبا إقليميا ودوليا مُلحا بعد أن طالب الشعب في انتفاضته هذه بالتغيير الجذري ورفض النظام کله. کما رفض التدخلات وطالب بإيقافها. وإن مطلب التغيير المطروح من جانب الشعب والمقاومة الإيرانية هو دليل عملي وواقعي ملموس للعالم کله، على أنه لا يوجد هناك من سبيل ووسيلة لإصلاح الأوضاع في إيران إلا من خلال التغيير، أي تغيير النظام من جذوره.


فهمي السامرائي


*كاتب صحفي - (المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) - ألمانيا