العرب الذين تراهم اليوم يذكرون الملك فيصل ببالغ الاعتزاز، والشيخ زايد آل نهيان، والملك السياسي فهد بن عبدالعزيز -رحمهم الله- هم أنفسهم الذين كانوا ينتقدونهم في حياتهم، في إعلامهم وثقافتهم، لكن التاريخ أثبت لهم عظمة الملوك والشيخ، وها هم اليوم لا يُذكَر أحدهم حتى تسمع الأسف والحزن على رحيله.
إن لدى العرب بل المسلمين فرصة كبيرة جدا اليوم للاستماع والاقتداء بـ«محمد بن سلمان»، خاصة في سعيه إلى إعادة صورتنا الإسلامية إلى وضعها الصحيح والمشرق. فمخطئ من يظن أن خططه المغيرة إيجابيا تخص السعودية فقط، والدليل ليس فقط تمسكه بالأصول والتقاليد العربية في مظهره، بل حديثه العقلاني واعتزازه بالإسلام، وهو في عقر بلاد لطالما رفض إعلامها الإسلام واستنقصه.
مما يدفعني إلى سؤال المسلمين: هل سيحقق ابن سلمان مكاسب أكثر لو أنه ظهر بمظهر غربي، وتبرأ من دينكم أمام القوى العلمانية والليبرالية في بريطانيا وأميركا؟
وستكون حينها الإجابة: نعم، لكنه -أي ولي عهدنا- لم يفعل، لأنها مكاسب لا ترضيه وهو الذي ورث هذا الاعتزاز من أجداده، ومن والده، ومن تعليمه العربي والإسلامي.
هذا الاعتزاز تشاهده في أبهى صوره في لقاء «واشنطن بوست» مع سمو الأمير محمد بن سلمان، والذي نشرته الصحيفة بتاريخ 22 مارس الجاري. بعد لقاء استمر أكثر من ساعة مع سمو الأمير، قال مشيرا إلى الإسلام:
«I believe Islam is sensible, Islam is simple, and people are trying to hijack it,»
معنى ذلك، أنه لا يرى في الإسلام ما يخالف المنطق أو العقل، وأنه يجده دين اليسر، وهذا يوضح حقيقة الإسلام التي ذكرها صلى الله عليه وسلم فقال: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا».
إن أولئك الذين أشار الأمير إلى اختطافهم الدين، فعلوا ذلك دائما به، حتى هرب المسلمون إلى حيث لا إسلام، واستجاروا بالدول العلمانية والملحدة، وصارت الكنائس ملاذا لأطفالهم ولهم.
إن هؤلاء الخاطفين سيعيدون ما اختطفوا، وسيكون ذلك بقوة الله، ثم محمد بن سلمان، وكل مسلم يتفق معنا أن وقت تصحيح الأمور قد حان.