إبراهيم المسلم



مشكلة نقص الغذاء واحدة من المشاكل الرئيسية في السنوات الأخيرة التي تواجه الدول العربية وخاصة دول الخليج، ولكن هل الاستيراد هو الحل للتغلب على مشكلة المياه اللازمة للزراعة؟!

هذه المشكلة هي نتيجة لبعض الأسباب الرئيسية، منها ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض الإنتاج الزراعي في الوطن العربي، قد تكون أيضا بسبب التضخم السكاني أو عدم توافر الاستثمارات لاستغلال الموارد المتاحة، سواء أكانت زراعية أو خامات طبيعية، بالتأكيد كل هذه الأسباب لها آثار خطيرة على صحة الناس والحياة.

بعض الدول العربية تتمتع بالإمكانيات الزراعية والأراضي الخصبة ووفرة المياه، ودول عربية أخرى تتمتع بوفرة الأيدي العاملة المدربة، ودول عربية أخرى تمتلك النفط والغاز والأموال اللازمة، فكل هذه عوامل تساهم في إنتاج ما نحتاج إليه من غذاء، وبالرغم من هذا كله إلا أنه لم تخط الدول العربية خطوة جدية نحو تحقيق التكامل في مجال الأمن الغذائي والاقتصادي.

إن السبب في هذا يرجع إلى غياب الإرادة في تلك الدول التي يجب أن توحد إرادتها على اتخاذ القرارات وطرح البدائل للوقوف أمام نفوذ الدول الكبرى، التي تسيطر على الغذاء في العالم، وتتحكم بالتالي في مصير الشعوب الأخرى حتى لا تملك قرارها.

لابد أن تعمل الحكومات على استصلاح أجزاء كبيرة من المساحات الصحراوية، ووضع خطط لزراعة الأغذية والسلع الأساسية، والعمل على تحلية المياه المالحة للتغلب أيضا على مشكلة نقص المياه، وضرورة الاعتماد على الري بالتنقيط بدلا من الري بالغمر، وأيضا يجب التركيز على قطاعات الحبوب والزيوت والحد من هجرة القوة العاملة من الريف إلى المدينة، وذلك بتوفير المستلزمات والاحتياجات ورفع المستوى المعيشي للطبقة العاملة، وإنشاء مشاريع صناعية لتحويل المنتجات الزراعية، والعمل على توسيع الإنتاج الزراعي عن طريق استصلاح الأراضي وتطوير تربية المواشي والدواجن بالوسائل العلمية.

نحن نريد دولا منتجة وليست مستوردة، لنستغل إمكانياتنا، فلدينا كل ما يؤهلنا لذلك من أدواتنا وشبابنا، للمساهمة أيضا في تقليل نسبة البطالة ورفع الاقتصاد في مجتمعاتنا العربية.