شدد المشرف على لجنة الشؤون الثقافية بجناح المملكة في معرض القاهرة الدولي للكتاب دريبي الدريبي، على أن مشاركة السعودية في المعرض والذي تقوم عليه الملحقية الثقافية السعودية في مصر يعكس رؤية 2030 التي يتبناها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده محمد بن سلمان، والتي تنطلق من أن قوة السعودية على المستوى العربي والدولي ليست في قوتها الصلبة فقط، ولكن في قوتها الناعمة وتأثيرها الثقافي وحضورها الروحي كقبلة للإسلام والمسلمين كدولة لها ثقلها بين شقيقاتها من الدول العربية.



إنتاج المعرفة

أكد الدريبي في حديثه لـ«الوطن» أن الساحة الثقافية السعودية نشطة، كما أن هناك جيلا جديدا من الشباب يهتم بالترجمة وينفتح على العوالم الثقافية الجديدة وأظن أن ساحتنا الثقافية تشهد المزيد والمزيد من أنواع المعرفة والفكر المختلفة وينتظر منها دور أكبر في إنتاج المعرفة والعلوم والأدب. وأذكر هنا كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث قال «لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة واحترافية بخاصة في جيل الشباب، وعلينا العمل لصناعة السعودية التي نريدها في المستقبل، ونركز ونكثف في كيفية تثقيف وتعليم وتطوير أجيالنا المقبلة وهذا عنصر مهم في رؤية 2030».



تفعيل القوة الناعمة

حول مفهوم القوة الناعمة الذي اتخذ شعارا لمعرض القاهرة هذا العام، وتناغم مشاركة المملكة مع هذا الشعار قال الدريبي، المفهوم يعبر عن قدرة الدول على الحب والضم دون الإكراه، واستخدام القوة الفكرية كوسيلة للإقناع، فإن المملكة توظف هذا المفهوم في المعرض على أحسن وجه. إذ تنشر أفكارها ومبادئها السمحة وإرثها الحضاري من خلال جناحها بالمعرض مستثمرة حضورها الإسلامي وقوتها الروحية وتأثيرها الذي يعتمد على الإقناع وليس الهيمنة على محيطها العربي والإسلامي. وأكد الدريبي على أن المشاركات الثقافية السعودية تمثل الوجه الأبرز لسياسات قوتها الناعمة التي تستمدها من تجاربها العريقة ومكانتها الإقليمية وبكونها مهبط الوحي، حيث تتبنى المملكة رؤية مفادها أن حسم الخلافات الدولية لا يكون بالصراع بقدر ما يكون بالأفكار وتبادل الرؤى وتعايش الحضارات وتكاملها بدلا من صدامها، وهذا هو جوهر مفهوم القوى السعودية الناعمة الواعية.