تقترب الانتخابات النيابية في لبنان، ويزداد توتر حزب الله من جهة، وتوتر باقي الأحزاب السياسية بعد أن وضعوا قانون انتخاب لم يفهم أحد منهم كيفية التعامل معه ونتائجه وحتى مستقبله.

الأكيد أن هذا القانون لا يخدم أيا من الأحزاب بحجم ما يقدمه من خدمات لحزب الله وبيئته ومشروعه، فهو المستفيد الأول والأخير والأكثر تفاؤلاً بالنتائج، خصوصاً بعد أن أصيب تيار المستقبل بكل النكسات التي وضعته أمام تحدّ حقيقي وحيرة بالنتائج الممكن تحقيقها، خصوصاً بعد أن أصبح هذا التيار فرقاً وشعوباً وقبائل، ولم يعد كما كان في السابق يداً واحدة متحدة متعاضدة في مواجهة مشاريع إيران وميليشياتها في لبنان.

إن المطلوب من الشعب اللبناني اليوم هو الوعي والاختيار الصحيح، فوصول حزب الله إلى البرلمان والحكومة سيعني بشكل صريح فرض عقوبات ومقاطعة اقتصادية دولية كبيرة، ومنع للاستثمارات وزيادة في الحصار والمقاطعة الاقتصادية، وهذا ما سيشكل عبئاً إضافياً على لبنان وعلينا كمواطنين، فهل ستسهمون حقاً في خنق أنفسكم وتشديد الحصار على أبنائكم؟ أم أنكم ستواجهون في هذه الانتخابات هذا الحزب وتمنعون وصوله إلى الحكم لحماية مصالحكم أولاً ووقف استنزاف أبنائكم في حروبه العبثية وتدخلاته في شؤون الدول وتحديداً سورية واليمن؟ وهل يعلم معظمكم أنه وحتى اللحظة لم تستخدم دول الخليج العربي سلاحها الأكثر تأثيراً، وهو طرد عشرات آلاف العاملين اللبنانيين، ومنهم من ينتمي إلى بيئة حزب الله، وحجم تأثير مثل هذه الخطوة على الحزب وقيادته وبيئته في حال صدور القرار بتنفيذها؟ إذًا أعيدوا حساباتكم وفكروا جيداً في المستقبل وماذا تريدون أنتم؟ وليكن القرار الذي ستتخذونه بحجم أحلامكم وما تريدون تحقيقه لأبنائكم، أكان استقرارا أو حروبا وحصارا؟!

بعد تفكير عميق عن موضوع لمقال هذا الأسبوع رأيت أن يكون الموضوع هذه المرة رسالة موجهة إلى قيادات حزب الله داخل وخارج لبنان، وتحديداً هؤلاء الذين وصلت بهم العجرفة إلى أن يعتقدوا ويجزموا أن لا تحالف في العالم يستطيع القضاء عليهم، وكأنهم كذبوا الكذبة وصدقوها. إن ما حققوه في حرب يوليو كان نصراً إلهياً، وإن الدمار الذي حل بلبنان لم يكن له أي تأثير، وإن الأعداد الهائلة من النازحين واللاجئين والقتلى والجرحى كانوا في دولة مجاورة، ولم يكونوا حقيقة في لبنان.

إلى قادة حزب الله الإرهابي نقول بوضوح، إن مصير إرهابكم يمكن أن ينتهي وبطرق عديدة، وليس آخرها التحرك العسكري لمواجهة تنظيمكم المجرم، بل إن ما أصاب بيئتكم الحاضنة في السنوات الأخيرة كافياً لإيصال رسالة واضحة أن حزبكم انتهى ويتآكل من الداخل، وأنه لم يعد من الممكن قبول السياسات التي اتبعتموها وحولتم فيها أبناء الطائفة الشيعية إلى مرتزقة مأجورين يقاتلون لخدمة سيدكم ووليكم الإرهابي الفقيه الذي لا فرق بينه وبين هتلر إلا بالمكان والزمان.

لقد أعطت المملكة العربية السعودية لبنان فرص للنهوض، ووقف التطاول على دول الخليج العربي، ولقد وعد رئيس حكومتكم بتطبيق سياسة النأي بالنفس، وإلا فإنه سيستقيل ويترككم لمواجهة مصيركم المحتوم، ولكنكم لم تلتزموا بهذه السياسة، وتجاوزتم كافة الخطوط الحمراء ليخرج أحد قياديكم نبيل قاووق مهاجماً السعودية وقيادتها، وهو تمادٍ وتطاول غير مقبول، وستحاسبون عليه لأنكم كما عهدناكم مرتزقة مأجورون لا يزيد سعر القائد فيكم عن الألف دولار أميركي، وأنتم الذين بعتم قضيتكم وبلدكم وشعبكم وشبابكم وحتى نساءكم للمحرقة التي أشعلتها إيران في المنطقة، فأصبحتم بفضلها منبوذين وغير مرغوب في بقائكم وأصبحتم بالنسبة لأكثر من 80% من سكان الشرق الأوسط قوة احتلال ومجموعة إرهابية مارقة ينتظر الجميع ذلك اليوم الذي لا يبقى منكم تنظيم أو قيادي أو عنصر أو حتى متعاطف. نحن الذين كنا لسنوات الغطاء لكم عندما كنتم تواجهون إسرائيل، فانقلبتم علينا وخذلتمونا نحن وقياداتنا في العالم العربي وحولتم سلاحكم من الجنوب إلى صدورنا نحن، فشردتم وقتلتم مئات آلاف السوريين وهددتم اللبنانيين وتطاولتم على الخليجيين وأطلقتم مع المرتزق الحوثي الصواريخ على مكة والرياض، وحاولتم مع خلاياكم الإرهابية زعزعة أمن البحرين والكويت، فهل تعتقدون أنه بعد كل ذلك سنسمح لكم بالاستمرار في إرهابكم وتهديداتكم العمياء لأوطاننا وشعوبنا؟

إلى قيادات حزب الشيطان حسن أقولها بوضوح، مهما كان إنجازكم في الانتخابات القادمة عظيماً - هذا إن حصلت في موعدها - فإنكم لن تفرحوا كثيراً بإنجازكم، لأن العالم أجمع سيتحرك لتصحيح الوضع القائم في لبنان، وكما رفضنا وجود داعش والقاعدة وحاربناهم وألغيناهم فإننا سنواجهكم وننهي وجودكم، ولا يضر لبنان إن عاد 50 سنة إلى الوراء إذا كانت النتيجة تخليصه وتخليص المنطقة من إرهابكم وخبثكم وجريمتكم المنظمة، فلا تحلموا بالتمدد وإعادة أمجاد إمبراطورية بائدة منذ أكثر من 1300 عام، وهي إمبراطورية فارس، فلقد قالها الصادق الأمين لا كسرى بعد كسرى، واليوم نؤكد لكم ولجمهوركم أن بعهد محمد بن سلمان لن يكون هناك وجود لكم، ولا استمرار، ولن يكون بعد الخامنئي «خامنئي» آخر، وإننا على ثقة بأنه في السعودية قيادات حكيمة عازمة صامدة وقوية في مواجهتكم والقضاء على إرهابكم وتبعيتكم لولاية العار، ولاية الخامنئي الرجيم، فلا تحلموا بالبقاء.