عمر القعيطي



واصلت مملكة الخير والإنسانية تقديم مساعداتها ووقفاتها الإيجابية تجاه الدول الصديقة والشقيقة وجيرانها، وهو العرف السائد منذ القدم، الذي دأبت ودأب كافة قادة هذه البلاد على العمل به وفق النهج السائد والمتأصل في ثوابت كل من يعمل لخير أمته، ولم يقتصر نشاط المملكة الخيري والإنساني على دولة أو شعب معين، بل أيادي العمل الخيري امتدت لتصل حتى أولئك ممن يعملون على نشر الفوضى والإيذاء لهذا البلد وشعبه، متى ما رأت أن شعوب هذه الدول تعاني من ويلات أو نكبات جراء زلازل أو فيضانات أو غير ذلك، فنرى قوافل المساعدات وأساطيل الإغاثة تهب لنجدتهم في مشارق الأرض ومغاربها، وبالأمس وجراء الحرب والدمار التي تخلفه عصابات الميليشيات الحوثية وما تشنه من حملات تجويع على الشعب، ومصادرة أمواله وتسخيرها لما يسمى بالمجهود الحربي، ودعم أعضاء الجماعة، وصرف رواتب وعلاوات، وتجنيد شبان وأطفال وترغيبهم بالمال، مما أثر سلبا على حياة المواطن البسيط، وفي ظل نهب العملة الصعبة وموجودات البنك المركزي اليمني منذ بسط سيطرتهم عليه، ومع مرور الوقت شهدت العملة المحلية تدهورا واضحا، وهو الذي أثر بشكل كبير في ارتفاع السلع الغذائية والخدمات بشكل ملحوظ، مما يزيد الأعباء المعيشية على الفرد في الداخل، وهي أصلا في تدهور مستمر منذ سيطرة العصابات الحوثية الموالية لإيران، فكان التدخل الكبير والإحساس بالمسؤولية، وهي عادة الكبار، صدرت أوامر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدعم اليمن وتقديم وديعة بشكل عاجل بملياري دولار لتضاف للوديعة السابقة وهي مليار دولار، ليكون إجمالي الوديعة السعودية 3 مليارات دولار، وهو الذي من شأنه أن يعزز من العملة المحلية ويخفف انهيار الريال اليمني ويعزز من قيمته، وهو الذي سيظهر تأثيره بشكل ملحوظ من خلال ما ستشهده الأسواق المحلية اليمنية من استقرار في أسعار السلع، وبالتالي التخفيف على المواطن من غلاء الأسعار الذي تشهده البلاد، وهنا يظهر الفرق بين من يقدم المساعدات ويقف خلف شعوب المنطقة ويراعي احتياجاتهم وسبل تعزيز الدور الريادي والإنساني، وهنا تقف على رأس الهرم في هذا المنوال على عكس دول الشر والدمار التي لم نسمع لها همسا، وتكون حاضرة بقوة في الدعم بالسلاح وزرع الألغام لتحصد أرواح الأبرياء، وهو ما تجنيه أياديها الملطخة بدماء أبرياء في كل دولة لها فيها موطئ قدم، من لبنان والعراق وسورية وغيرها، ستظل مملكة الإنسانية نبراسا للخير وشمعة مضيئة في طريق الأعمال الإنسانية بأفعالها وما تقدمه للجميع.