المذيعة الأميركية نورا أودونيل، كانت لديها التقاطة ذكية في اللقاء الذي جمعها بسمو الأمير محمد بن سلمان لصالح القناة «CBS» الأميركية، قالت له: أنت تعمل على التغيير من الداخل، ولا شك أن ذلك هو ما يحدث في السعودية، فقد انتهى زمن كان التغيير فيه لا يتضمن الفعل، وينحصر في الكلمات لتبرير الوضع القائم وإصلاح صورة برتوش تجمل، لكنه الآن زمن محمد بن سلمان زمن التصحيح والهجوم كأهم طرق الدفاع.

قد يبدو اللقاء وكأنه حديث لولي عهدنا إلى الأميركيين، لكن نحن السعوديين أيضا شعرنا أنه خطاب لنا، خاصة أنه تحدث باللغة العربية، اعتزازا بلغته وبهيئته العربية، كما يفعل سموه دائما، ليؤكد حقيقة التغيير المتدرج الذي نشهده في بلادنا، والذي ينطلق من ديننا وعروبتنا.

لقد قال سمو الأمير حقائق كان يعرفها من درسوا هذا الدين، ومرت عليهم آلاف النصوص الصحيحة والصريحة عن نساء يتولين مناصب قيادية في الإسلام، ويقفن ليرفضن قرارا ويشاركن في بناء دولة. عن الإسلام الذي يعزز المكانة الصحيحة ليس للمرأة فقط، ولكن للإنسان بشكل عام، ولا نعرف كيف أو ماذا حدث له منذ قرر الإسلام السياسي -ممثلا في الثورة الإيرانية والدعوات الإخوانية- أن يقفز إلى الواجهة مع التطرف والجهل والكذب على الدين.

الإسلام السياسي الذي جاء بالإرهاب والعنف، ولم يقف يوما خطيبا ضد الفساد والسرقة والفقر وانحدار المجتمعات المسلمة، كما شاهدنا في العالم الإسلامي.

أشار سموه في اللقاء إلى التعليم وخططه للرقي به، كأنما يشير إلى سلاح العالم الإسلامي المغيّب، وهو العلم والثقافة بدلا من العنف واستغلال غضب الشباب وألمهم لتفجير أنفسهم بدلا من استثمار طاقاتهم لخدمة أمتهم وبلدانهم.

في هذا اللقاء الذي شاهده المسلمون حول العالم، قدم سموه أسفه عما يحدث في اليمن، لكنه أيضا أجبر الغرب وغيرهم على ارتداء قبعتنا، عندما قال لهم: هل ستبقون صامتين لو قامت ميليشيا بتوجيه صواريخها إلى عاصمتكم؟

وهذه ربما أقوى ردّ على من يناقشون النتائج ولا يتحدثون عن الأسباب في موضوع اليمن، ويتسببون في إطالة الحرب ومعاناة الشعب اليمني، وليست السعودية وولي عهدها الشاب الذي بلا شك قائد سيصنع الفرق ليس للسعودية بل للعالم الإسلامي أيضا.