وجدت دراسة أجراها «مركز بيو للأبحاث» أن الصين تفعل أكثر من بناء الطرق في إفريقيا، إذ إنها تعالج المرضى الأفارقة أيضا، من خلال المساعدات الطبية العامة.
يعود الدعم الطبي الصيني في إفريقيا إلى نصف قرن -في عام 1963- حيث أرسلت الصين 100 عامل في مجال الرعاية الصحية لمساعدة الجزائر بعد حصولها على الاستقلال عن فرنسا. وقد بدأ مستوى مشاركة الصين في الرعاية الصحية لإفريقيا في ازدياد مطرد منذ العقد الماضي.
وفي عام 2006 قدَّم المسؤولون الصينيون والأفارقة، في المنتدى الثالث للتعاون الصيني الإفريقي (FOCAC) الذي عقد في بكين، تدابير لتوسيع التعاون الثنائي، بما في ذلك الرعاية الطبية والصحة العامة. وفي ذلك العام أنفق الصينيون ما يقدر بـ35 مليون دولار على المشاريع المتعلقة بالصحة في إفريقيا. وبحلول عام 2014 قاموا بصرف ما يقدر بـ150 مليون دولار سنويا. تقوم الأحزاب الصينية ببناء المرافق الصحية، والتبرع بالإمدادات الطبية، ومنح الأموال، وتوفير الموظفين.
إحدى الأمراض التي يحاول الصينيون تقليصها هي الملاريا. فعلى الرغم من الوقاية والعلاج فإن 92% من وفيات الملاريا في العالم تحدث في إفريقيا. قبل عقد من الزمان أنشأ الصينيون العشرات من مراكز مكافحة الملاريا، وهي بالطبع قوة وطنية. وجدير بالذكر أن العالمة الصينية تو يويو، وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل في الصين، استخدمت الطب الصيني التقليدي لعلاج الملاريا. وعلى مرِّ السنين تبرَّعت الصين بأكثر من 200 مليون رنمينبي (26 مليون دولار) من الأدوية المضادة للملاريا إلى 35 دولة إفريقية. كما استجابت الصين لحالات طوارئ طبية محددة في القارة.
بين عامي 2013 و2016 توفي أكثر من 11 ألف شخص نتيجة انتشار مرض «إيبولا» شديد العدوى. وردا على ذلك أرسلت الصين أكثر من 1000 من العاملين في المجال الطبي إلى غرب إفريقيا، حيث قدمت مساعدات بقيمة 750 مليون يوان (120 مليون دولار).
ولدى الصين خطط تسويقية متعددة المستويات في أكثر من 12 دولة إفريقية لبيع الأجهزة والمكملات كعلاجات شافية لأمراض تشمل السكري وقصور الكلى والسرطان. وبالنظر إلى تاريخ الصين الطويل مع الأدوية العشبية فإن المشترين المحتملين يضعون المزيد من الثقة بها.
وعلى الرغم من أن هناك مخاطر ولاعبين عديمي الضمير يسببون الأذى، يرى كبير الأطباء المساعد في المستشفى الرابع في تشانغشا، لونغ وانغ شين، أن المهمة العامة هي مهمة خيرية. وقال: «الصين كدولة كبيرة قوية، تتحمل مسؤولية مساعدة البلدان المتخلفة، وإننا نسعى إلى تحسين مستوى خبراتهم، وإنقاذ حياة المرضى من الأمراض المنتشرة فيها».
لونغ وانغ*
أستاذ مشارك بقسم جراحة المسالك البولية في مستشفى شيانغا – مجلة (ذا ديبلومات) - الأميركية