استقبلت عاصمة الضباب «لندن» نهاية الأسبوع الماضي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة تاريخية كللت بتوقيع العديد من الاتفاقيات الدفاعية، والاقتصادية، والتعليمية، والإغاثية، واستثمارات مليارية، وصفقات شراء لأسلحة نوعية متطورة، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة الإستراتيجية لدعم المصالح المشتركة بين البلدين.
زيارة ولي العهد حظيت بقدر عالٍ من التغطية الإعلامية في الإعلام العالمي قبل الزيارة وأثنائها وبعدها؛ تحليلا، وتفنيدا، وقراءة لما بين سطورها، وترقبت نتائجَها النخب السياسية في الإقليم العربي والعالم الدولي. الزيارة نجحت بكل المقاييس، وحققت نقلة نوعية في العلاقات السعودية البريطانية.
في الظلام.. حاولت الاستخبارات القطرية قبل وخلال الزيارة تجنيد مرتزقة السياسة والإعلام لإظهار عاصفة الحزم بأنها حرب لقتل المدنيين اليمنيين، ومن أجل الريال القطري الرخيص تسابق المرتزقة لجني المال، وبيع الضمير والأخلاق والقيم. ومن أجل هذا «العفن» خرج العقل عن السيطرة، فلا عجب أن تشاهد مراسل قناة الجزيرة الإنجليزية ينسى نفسه كمراسل صحفي ويتحول إلى متظاهر على الهواء مباشرة! سقوط واضح وجلي لأخلاق المهنة وميثاقها. الوحل الذي تتحرك فيه الاستخبارات القطرية جعلها تدفع للمتظاهرين عن نصف الساعة 300 باوند، والساعة الكاملة 350 باوندا، ورغم الإغراءات المالية للمرتزقة إلا أن المتفاعلين معها قليلون ومحدودون، وخرجت المظاهرة باهتة، مهزوزة ومهزومة، ومحدودة الأثر والتأثير، لا يؤمن بها المنفِّذ، والمتظاهر، والناقل الإعلامي؛ وذلك لبعدها عن الصواب والحق.
السعودية رغم إعلانها الحرب في 26 مارس 2015 ضد ميليشيات الحوثي وانقلابها على الشرعية اليمنية بأجندة إيرانية -إلا أنها لم تغفل عن دورها الإنساني تجاه أهلنا في اليمن، فمن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذت السعودية حتى 31 يناير 2018، حوالي 193 مشروعا بمسارات تنموية مختلفة في اليمن، بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 855 مليون دولار أميركي، منها على سبيل المثال: 79 مشروعا بالصحة بتكلفة 295 مليون دولار، و50 مشروعا في الأمن الغذائي كلفت حوالي 200 مليون دولار، وحوالي 13 مشروعا في التعافي المبكر بتكلفة تقدر بنحو 57 مليون دولار، وفي الإيواء والمواد غير الغذائية، والمياه، والإصحاح البيئي، وكذلك دعم وتنسيق العمليات الإنسانية نفذ المركز 30 مشروعا بتكلفة تتجاوز 185 مليون دولار أميركي.
دول العالم المتقدم والمتأخر تراقب المشهد اليمني وتتابع جرائم الحوثي وغدره بالقبائل اليمنية، والمدنيين العُزَّل، والحلفاء السياسيين، وما قصة قتله للرئيس علي عبدالله صالح ببعيدة عن الأذهان. عيون العالم كله تشاهد الجانب الإنساني والإغاثي في إعادة الأمل لليمن السعيد، والإعلام الموضوعي يرصد ويغطي اختراقات الحوثي بصواريخه لأطهر بقاع الأرض «مكة المكرمة»، واستهدافه لمطار الرياض، واعتداءاته المتكررة على المدنيين في نجران وجازان.. ومع كل هذا قطر بقناتها لا ترى إلا ما يراه نظام طهران، ولا تفعل إلا ما يريده ملالي إيران، وكل حِراكها بالعالم العربي والإسلامي هو لتحقيق أهداف المشروع الإيراني التوسعي بالمنطقة.