أحدثت العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، جدلا إقليميا ودوليا واسعا، منذ انطلاقها السبت الماضي، وذلك بين رافض ومؤيد ومحايد، بالتزامن مع استعداد روسيا لمؤتمر الحوار الوطني السوري المخطط عقده نهاية الشهر الجاري في سوتشي.

وأعربت تقارير روسية مطلعة، عن انزعاجها من إمكانية عرقلة العمليات العسكرية لانعقاد المؤتمر السوري في روسيا، في وقت تعول موسكو عليه لتسوية المحادثات بين أطراف النزاع، والبدء في إعادة إعمار المدن.

وطبقا للتقارير فإن العملية العسكرية التركية يمكن أن تواجه ردا عنيفا ومتواصلا من قبل الميليشيات الكردية، ولا يمكن التنبؤ بردة الفعل الروسية أو الميليشيات الإيرانية التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، الأمر الذي يزيد من تعقيد العملية، ويضفي ضبابية على المرحلة المقبلة من الأزمة في سورية.

وشهدت مدن تركية أول من أمس، مظاهرات احتجاجية مؤيدة للأكراد في كل من أنقرة وإسطنبول، قبل أن تعتقل السلطات الأمنية نحو 12 شخصا وتفرق المحتجين. واحتج المتظاهرون على العملية العسكرية التركية في مدينة عفرين السورية، في وقت دعا إردوغان أنصار المعارضة في وقت سابق، إلى عدم الاحتجاج على العملية العسكرية، قائلا إن قوات الأمن ستتدخل إذا خرجت المظاهرات.



تصادم الخطط العسكرية

يأتي ذلك في وقت تزامنت العمليات العسكرية التركية مع خطة أميركية بتشكيل قوة حدودية عسكرية قوامها 30 ألف عنصر بالتعاون مع الوحدات الكردية، الأمر الذي رفضته أنقرة وطهران، واعتبرتاه مهددا للعملية السياسية.

من جانبهم، أكد شهود عيان مساء أمس، سقوط صاروخ على بلدة كليس التركية مصدره شمال سورية، وهو خامس صاروخ يطلق عبر الحدود في نفس اليوم، في ظل قصف متبادل بين القوات التركية ووحدات الحماية الكردية عبر الحدود، على وقع التوغل التركي في عفرين السورية.

وأعلنت أنقرة سقوط قتيل وعدة جرحى في قصف لوحدات حماية الشعب الكردية على بلدة ريحانلي التركية على الحدود، فيما تحدث مسؤولون أكراد عن مقتل 8 مدنيين في غارات تركية على منطقة عفرين.

ويشارك نحو 25 ألف عنصر من الجيش السوري الحر في التحركات البرية التابعة للعملية التركية العسكرية، بالتزامن مع الغطاء الجوي والمدفعي للقوات التركية. وأفادت مصادر من الجيش السوري الحر أن القوات البرية لا تعتزم الدخول إلى مدينة عفرين، ولكن ستحاصرها لإرغام وحدات حماية الشعب الكردية على المغادرة.

 

تداعيات دولية

شدد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، على أن مجلس الأمن الدولي سيعقد مباحثات بشأن الوضع في سورية. وأوضح لو دريان أن باريس تدعو لتسهيل عمليات الإغاثة الإنسانية. من جانبها، رفضت القاهرة العملية العسكرية التركية، أول من أمس، داعية إلى ضرورة احترام سيادة ووحدة سورية. كما حثت كل من الولايات المتحدة وألمانيا السلطات التركية على ضبط النفس والحد من العمليات العسكرية ضد الميليشيات الكردية.