التحفيز والتقدير هما العصا السحرية التي يمسك بها القائد لحث الآخرين على التقدم والأداء بأفضل ما لديهم. والتحفيز يخلق أرواحا متفائلة قادرة على تلبية الطموحات وتحقيق الأهداف.
وعندما تحدث إبراهام ماسلو في نظريته الشهيرة عن سلم الاحتياجات، والتي لخصها في الاحتياجات الخمسة للإنسان، كان أحدها الحاجة إلى التحفيز والتقدير والتكريم، وأن تحقيق هذا الاحتياج يدفع الإنسان إلى تحقيق أفضل ما عنده، ويسخّر كل طاقاته للإبداع والتطوير.
ويؤكد المفكر القدير إبراهيم الفقي أن التحفيز هو مولّد النشاط والفاعلية في العمل، وهو من الطرق النشطة للحصول على أفضل ما لدى الغير؛ سواء كان ذلك يتعلق بالأمور المادية أو المعنوية، وكي تصل إلى ذلك لا بد من الاهتمام بالكيفية الناجمة عن التحفيز، وذلك عن طريق اتّباع أفضل السبل وأسرعها، وأكثرها جدوى لتحقيق ذلك، وأنه من المفيد أن يتم التركيز على الأساليب التحفيزية التي تؤدي إلى إيجاد نوع من الديمومة في الإنتاج والفاعلية والتحفيز.
توّجت جازان الأرض والإنسان والتاريخ، جازان بوابة الأمن والأمان، الأسبوع الماضي، المبدعين من أبنائها وبناتها في ليلة وفاء وعرفان لهم، على يد ملهمها وعرّابها وقائد تنميتها، أميرها الإنسان الذي سكن قلوب أبنائها، وارتبط اسمه باسم جازان التاريخ والحاضر.
اثنا عشر عاما مضت من عمر جائزة جازان للتفوق والإبداع، كانت مليئة بالنجاحات والفرح والسعادة. فقد نجحت وباقتدار في تحفيز المبدعين خلال تنافس شريف للحصول على جائزتها كنوع من التقدير لتميزهم وإبداعهم.
اثنا عشر عاما هي عمر الجائزة التي كرّمت وتوجت العشرات من أبناء جازان أدبا وشعرا، علما وتفوقا ونبوغا. فقد تعاقب على أمانة تلك الجائزة عدد من أبنائها المخلصين الذين رسموا بداياتها، وصنعوا منها واقعا بعد أن كانت فكرة حبيسة العقول.
ولعلنا نذكر من أولئك المخلصين الدكتور علي بن يحيى العريشي الذي يمثل محبوبته جازان حاليا عضوا في مجلس الشورى، وكذلك ابن جازان البار الدكتور حسن بن حجاب الحازمي الذي نشأ في مدرسة الأدب والشعر والبلاغة.
كانت ليلة من ليالي الوفاء التي اعتادها أبناء جازان من أمير قلوبهم الذي كان خير داعم لتلك الجائزة، حتى أصبحت علامة فارقة في تاريخ المنطقة كفُلِّها وكاديها، كانت تلك الليلة فرحة لأبناء جازان، وجزاء على أدائهم وتفوقهم.
تم تكريم حفظة كتاب الله وسنة نبيه، وتميز الشعراء والأدباء في تلك الليلة، وكست الفرحة وجوه الباحثين والمتفوقين دراسيا.
كانت ليلة من ليالي الحب التي اعتادها أبناء جازان، ومع كل ليلة فرح لجازان تكبر الأحلام وتزداد مساحة التفاؤل بالمستقبل، فكان الطموح أن تخرج هذه الجائزة من نطاق جازان المنطقة إلى نطاق جازان الفضاء الأرحب، لتصبح جائزة عالمية تستهدف المميزين أينما كانوا.
في تلك الليلة، كثير هم من يستحقون الشكر والثناء، ولكن كل الشكر والتقدير لجازان الوفاء التي كانت أرضا خصبة فياضة لكل نجاح وتفوق.