وفقا لدراسة حديثة أصدرتها جامعة «ساوثهامبتون» البريطانية، 81% من النساء السوداوات في فافيلا، وهي مدينة برازيلية، يواجهن العنصرية في التغطية الإعلامية عنهن. وهناك دراسة أخرى توصلت إلى أن 90% من الصحفيين في البرازيل يقولون إنهم لا يودون كتابة خبر عن مدينة «فافيلا» ما لم يكن يتضمن محتوى سلبيا يعكس عنف سكانها أو السخرية منهم.

وفي تقرير حديث أصدرته الباحثة في جامعة هارفرد «سيريان روبرتسون» عن تغطية الإعلام البرازيلي لهذه المدينة عبر تحليل أكثر من 1500 قصة صحفية اتضح الآتي: 1- تكرار فكرة الفقر المدقع الذي يعانيه سكان المدينة. 2- ما يقارب نصف الأخبار التي تم تحليلها كانت سلبية للغاية في طابعها. 3- اتضح أن 44% من الأخبار لم تكن إيجابية ولا سلبية، بينما 7% فقط كانت أخبارا إيجابية. والأمر الأكثر إثارة أن 17 خبرا فقط من بين الـ1500 خبر التي تم تحليلها تمت كتابتها من قبل سكان هذه المدينة الفعليين، أي أن معظم الأخبار عن هذه المدينة لم تكن تكتب بواسطة أشخاص يعيشون فيها أو يملكون التجربة الفعلية التي بناء عليها يمكن إصدار الحكم حول الحياة في هذا المكان، ومدى سلبيته من إيجابيته، وقابليته للتطور من عدمها.

هذه العنصرية الكبيرة التي واجهها سكان هذه المدينة من قبل منصات الإعلام التقليدي المعروفة بأنها تتدفق باتصالاتها في اتجاه واحد أدت إلى ردة فعل لافتة من قبل سكان مدينة «فافيلا»، حيث أسهم ظهور شبكات التواصل الاجتماعي المجانية للمقيمين بمدينة «فافيلا» في إظهار جانب آخر عن حيواتهم تماما. كثير منهم يستخدمون «فيسبوك» و«يوتيوب» لرصد حيواتهم وتدوين تفاصيلهم ونقلها للعالم الخارجي بدون فلترة صحفية.

وفقا لوكالة «رويترز» ظهرت حالة من الإعلام المناطقي في مدينة «فافيلا» لا يركز فيها سوى على المحتويات المحلية، كمحاولة لنقض الغرس السلبي السابق والخارجي عن المدينة. والجانب المشرق أن معظم هذه المحتويات المحلية يتم بثها عبر شبكات إعلامية تطوعية من قبل السكان أنفسهم وعبر هواتفهم المحمولة وأجهزتهم المتواضعة، ولكنها تلقى رواجا وتداولا كبيرين.

ويذكر أيضا أنه حتى وإن كانت مدينة «فافيلا» فقيرة، ويكثر فيها مروجو المخدرات وتنتشر في طرقاتها القمامة، فإن إعلامها المحلي الذي يكتب محتواه من يعيش كل هذه التفاصيل بشكل يومي سوف يكون أكثر مصداقية وشمولية عند تناوله قضايا وإشكالات المدينة من إعلام لم يعش ولا يدرك أبعاد حيوات سكان «فافيلا». والإعلام البرازيلي في هذا السيناريو يعدّ عنصريا لأنه لولا وجود مواقع التواصل الاجتماعي التي منحت سكان هذه المدينة منصة لاستمر في تغطية أخبار مدينة «فافيلا» بالوكالة من قبل صحفيين لا يعيشون فيها، ومتهمين -مع وجود الأدلة العلمية- بالتعنصر على سكانها، وبأنهم لا ينشرون إلا الخبر المسيء ذا الطابع السلبي أو الساخر.