امتداداً لثقافة الغياب في اليوم الأول للدراسة الذي يعقب الإجازات، شهدت عودة الفصل الدراسي الثاني في الكثير من مدارس البنين والبنات الحكومية والأهلية في كافة المناطق التعليمية أمس، غياباً لافتاً، ساهمت فيه عدة عوامل، منها الخوف من تأثير برودة الطقس، على خلفية التحذيرات المستمرة التي أطلقها مهتمون بالطقس والأحوال الجوية طوال الأسبوع الماضي، الذين أكدوا أن عودة الدراسة ستتزامن مع أبرد أيام الشتاء الحالي، وبالتالي فضل أولياء أمور طلاب وطالبات عدم إرسال أبنائهم للمدارس، إضافة لقدوم آخرين من السفر متأخرين ففضلوا الراحة في اليوم الأول للدوام، كما ساهمت ثقافة الغياب السائدة في عدم حضور الكثير من الطلاب والطالبات في اليوم الأول للدراسة.
حلول عملية
رغم تهديدات وزارة التعليم بربط الغياب بنظام «نور» وتأثير الغياب على مستوى انضباط وتحصيل الطلاب ومعدلهم التراكمي والانضباطي، إلا أن الطلاب والطالبات لم يكترثوا واستمر غيابهم رغم جاهزية المدارس لاستقبالهم ووصول المقررات المدرسية وتسليمها للطلاب الحاضرين في اليوم الأول.
ورصدت «الوطن» ردود أفعال تربويين وأولياء أمور على مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها «تويتر» متذمرين من غياب الكثير من الطلاب والطالبات عن مدارسهم أمس، مطالبين باتخاذ حلول عملية بعيدة عن الوعيد والتهديد وحسم الدرجات التي أثبتت عدم فاعليتها، على أن تبدأ التوعية من ولي الأمر كي يساهم في مساعدة المدارس في انضباط طلابها.
تأهيل المعلمين
قالت وزارة التعليم إن اللجان العليا التي تشرف عليها الوزارة تلقت تقارير اللجان الإشرافية واللجان الميدانية باكتمال أعمالها، بعد التوجيه بتشكيل فرق ميدانية بقطاعي البنين والبنات للتأكد من جاهزية المدارس في كل منطقة ومحافظة، ووضع فرص التحسين لها، وتنفيذ الإجراءات الوقائية المطلوبة بما يكفل الرعاية الشاملة للطلاب والطالبات والمحافظة عليهم وحمايتهم من مختلف المخاطر، وصولاً للوقوف على الخطة الدراسية وتوزيع المشرفين والمشرفات التربويين على المدارس.
وأوضحت وزارة التعليم في بيان صحفي، أنها تعمل على محورين مستمرين لضمان سير العملية التعليمية وفق المخطط له، الأول تقديم الخدمات المساندة للتعليم من خلال توفير مختلف التجهيزات التي تحتاجها كل مدرسة لإتمام سير العملية التعليمية، إلى جانب تأهيل المعلمين والمعلمات، والمحور الثاني يتعلق بخدمة التعليم نفسه، من خلال خطط تصدرها وكالتي التعليم للمعلمين والمشرفين لتقديم التعليم داخل الفصول الدراسية، والمتابعة، وتأهيل الطلاب والطالبات كل في مجاله.
القضاء على المستأجرة
أصدر مدير تعليم جدة عبدالله الثقفي تعميما لجميع مدارس المنطقة وتوابعها باعتماد التوقيت الشتوي، وبداية الاصطفاف الصباحي في الساعة السابعة والربع، وتكون بداية الحصة الأولى في الساعة السابعة والنصف بداية من أمس، نظرا لدخول فصل الشتاء وتزامن انتهاء صلاة الفجر إلى ما بعد السادسة صباحا، وتسهيلا لوصول العاملين بالمدارس والطلاب والطالبات في الوقت المناسب. واستقبلت مدارس جدة أمس أكثر من 700 ألف طالب وطالبة عادوا لمقاعد الدراسة بعد تمتعهم بإجازة منتصف العام الدراسي. كما انتظم تعليم مكة المكرمة في العديد من المشاريع المدرسية ذات المباني الحكومية الجديدة التي اعتمدتها وزارة التعليم في إطار الجهود الرامية للقضاء على المباني المستأجرة، وتهيئة البيئة المدرسية الجاذبة للعملية التعليمية والتربوية للانطلاق من خلالها إلى المجتمع، للمشاركة في البناء والتطوير.
وأوضح مدير عام التعليم بمنطقة مكة محمد الحارثي أن مثل هذه المشاريع التعليمية تجسد بجلاء ما توليه الحكومة الرشيدة من دعم لقطاع التعليم أدى إلى تطويره ونقله للمستويات المأمولة التي ينشدها الجميع.