ستيفن مور*
هناك الكثير من الصواب في رؤية الرئيس دونالد ترمب للهجرة، ولكن في رؤيته أيضا القليل من الأشياء التي تعتبر مضللة، ولذا من المفيد استعراض هاتين الحالتين:
كان لي شرف تعلُّم اقتصاديات الهجرة وتاريخها من أفضل الأساتذة في هذا المجال، جوليان سيمون، حيث كنت مساعد باحث له أثناء تأليف كتابه الكلاسيكي «العواقب الاقتصادية للهجرة»، الذي، بعد 30 عاما من النشر، لا يزال أفضل كتاب إرشادي لمن يريد أن يفهم كيف يؤثر المهاجرون على وظائفنا وجيوبنا. فكل سياسي يعمل في قضية الهجرة اليوم سيكون أكثر حكمة إذا عاد وقرأ هذا الكتاب.
يبدأ التصور الواسع للهجرة: بأن أميركا تستفيد بشكل كبير اقتصاديا من التدفق المستمر للمهاجرين (حاليا هناك حوالي مليون قادم جديد بشكل قانوني كل عام). ونأمل دائما أن نستورد أفضل وألمع وأنشط العاملين من جميع أنحاء العالم..
وإن واحدة من أكبر الفوائد من المهاجرين هو العُمر، فهم يميلون إلى القدوم إلى الولايات المتحدة عندما يكونون صغارا - أي تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عاما، تلقوا تعليمهم في الصين، أو المكسيك، أو ألمانيا، أو أيرلندا، وبالتالي تحصل أميركا على معظم أو كل فوائد ما تلقوه من علم وثقافة عادوا بها.
والاستفادة من مثل هؤلاء تُعد واحدة من أعظم تحويلات الثروة في تاريخ العالم، حيث تعود بما يقدر بتريليونات الدولارات للمواطنين الأميركيين، وبالطبع ليس كل مهاجر يبدو ذا قيمة – فهناك السيئ الذي يُمكن أن يفسد بعض الآخرين. إن قدرة أميركا على استيراد رأس المال البشري دون أي تكلفة تقريبا يُمكن القول بأنه واحدا من أكبر المزايا النسبية في الاقتصاد العالمي.
وينبغي للمهاجرين الذين يحتاجون إلى مساعدة مالية أن يحصلوا عليها من رعاياهم أو كنائسهم أو جمعياتهم الخيرية أو أقاربهم، وليس من دافعي الضرائب الأميركيين. نحن بحاجة إلى التحقق من لجوئهم إلى مكاتب الرعاية الاجتماعية، التي ينبغي عليها أن تُعلق تأشيراتهم.
وفي ظل هذه الظروف، من الصعب أن نتصور أن الملايين من المهاجرين الأذكياء، الذين يعملون بجد ويسعون إلى الحرية، أنهم يرغبون اللجوء إلى الولايات المتحدة. لكن الشيء الأكثر قيمة بالنسبة لهم في العالم هو جواز السفر الأميركي، ولذا يجب أن نتوقف عن منحه لهم مجانا.
*زميل أقدم في مؤسسة التراث ومستشار اقتصادي بمجموعة «فريدوم وركس» في واشنطن – (الواشنطن تايمز) - الأميركية