أمير الصالح



اقترح، قبل مدة من الزمن القريب، أحد الأصدقاء مشاهدة فيلم Coco، وكنت حينذاك خارج البلاد ولم أستحسن أن أدخل السينما لأن الفيلم المقترح فيلم animation كرتوني موجه للأحداث والأطفال. واخترت فيلم أكشن، وهو إصدار جديد للممثل الصيني الشهير Jackie Chan.

كان فيلم جاكي شان يحمل عنوان (Bleeding steel)، وكانت بعض المشاهد أقرب إلى الأفلام الهندية بأسلوب هوليوودي لتشبع الفيلم بالخدع السينمائية وأحلام اليقظة، وإن كان هناك مزج بالخيال العلمي في بعض المقاطع. تدني مستوى بعض المقاطع إلى جانب الإسفاف في بعض مجريات السيناريو جعلاني أقطع مشاهدة الفيلم وأنصرف عنه.

قبل فترة أتيحت لي الفرصة لأن أشاهد فيلم «Coco» مع ابني الصغير هاشم. لقد استطاع الفيلم المُنتج من قبل شركة ديزني الشهيرة أن يرسخ مفهوم علاقة الميت بالأحياء بأسلوب أراه نسبيا مشوقا للأطفال، ومملوءا بالإثارة والعاطفة والدعابة والخيال والدراما. كلمات تحمل بصمة في الفيلم من خلال السيناريو والأحداث التي مرت في حياة الطفل المولع بالموسيقى (ميغيل) وأسرته وجدته التي انتكست حياتهم بسبب انتماء جد الجد (هيكتور) إلى السلك الموسيقي:

 seize the moment (اغتنم الفرصة)، Family is first (العائلة دائما مقدمة على كل التزام وروابط أخرى)، وأغنية Remember me (تذكرني)...

كان للفيلم أثر جيد في ترجمة مفاهيم:

 خوض التجربة الذاتية

 فحص الأحداث التاريخية لإيجاد التعليل في أسباب سلوك ضحايا تلكم الأحداث

 استلهام التجارب من الأكبر سنا

 بناء الثقة الذاتية من خلال الإصرار

 الارتباط بمن غيبهم الزمان بإهداء أرواحهم العمل الطيب والصالح والتصدق نيابة عنهم وإهداء أرواحهم ثواب قراءة القرآن

 زيارة مسجيات أرواح من يعزون علينا

ما أدعيه من خلال الملاحظة هو أني لم أسجل عملا سينمائيا شد أنفس الأطفال للارتباط بمن ارتحلوا إلى الآخرة من أقاربهم بمثل هذا العمل السينمائي اللطيف مضمونا.

هنا نشيد بدور الأعمال الفنية السينمائية والمسرحية والأفلام بكل أنواعها لصب قوالب مختلفة من الرسائل الهادفة في إيصال الأعمال إلى الجماهير كافة.

قبل فترة حضرت فيلما سينمائيا يحمل عنوان «بلال» عُرض في قاعة مبنى إثراء، وكان الفيلم بحق مثريا ومشبعا برسائل عدة تنم عن روح مناشدة العدالة وإحقاق المساواة ومفاهيم رفع الظلم والسعي لدعوات الخير. وكان الفيلم من نوع animation.

شكرا لمن يسهم في انتخاب وعرض الأفلام الهادفة وعالية المضامين والساعية إلى تعميق الوعي بالحقوق والواجبات والمبادرات والقيم والسلوكيات الحضارية والأخلاقية العالية. وبمناسبة فتح أبواب عروض السينما للجمهور في دولتنا العزيزة، أقترح أن يُطلق مؤشر فني لإدراج تصنيف الأفلام السينمائية الهادفة، والدعوة لتكريس الانفتاح على الأفلام المنتجة من خارج الصندوق كالأفلام البرازيلية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والجزائرية والعراقية والهولندية والروسية واليابانية والجنوب إفريقية والكندية بانتقاء الهادف منها.