نورة آل مسرع



بعيداً عن الازدواجية وتوحيداً للجهود، خرجت وزارة التعليم بقرار إنشاء مركز للوعي الفكري.

الوعي الفكري هو بالأساس الفهم والإدراك للأسباب والوقائع التي تحصل من حولنا، وهو طريق لأجل الحلول، فلذلك يجب أن تكون هناك قاعدة فكرية حتى يكون هناك تفكير منتج للحلول.

كذلك الوعي الفكري هو التفكير المؤدي للتغيير الذي يدفع للحركة وينتج عنها الحياة، والذي تقوم عليه وزارة التعليم الآن المقصد منه ترسيخ العقيدة الصحيحة غير المتطرفة، وتنمية قيم الولاء والانتماء الوطني والأمن الفكري المعتدل في مواجهة المؤثرات الفكرية ومقاصد كثيرة سامية.

قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، من هذا المُنطلق أتوجّه بسؤال إلى مسؤولي وزارة التعليم: من هم القائمون على مركز الوعي الفكري سواء بالوزارة أو إدارات ومكاتب التعليم أو الجامعات أو المدارس؟

لا نريد أن يعود فطن بثوب جديد ويستغله من يتسترون برداء الدين والتقوى أتباع الفكر المتطرف، لذلك يجب أن يكون هناك حسن اختيار للقائمين على المركز وفق منظومة متعاونة بين التربويين والمفكرين، يكون نِتاجها قيادات واعية للوعي الفكري، بعيدة عن التطرف والحزبية، قيادات مُلِمّة بتطور أفكار العصر الحديث، قيادات تبتعد عن الإسفاف اللفظي أو التملُّق للمسؤولين أو الرؤساء.

وأقترح بهذا الصدد: تعيين قيادات جديدة لجميع مراكز الوعي الفكري «جديدة» بمعنى: عند دمج التوعية الإسلامية وحصانة وفطن ألا يقع الاختيار على أحد القيادات السابقة، وهذا إن وقع ففي الأغلب هو خطأ كبير لما سيكون له من تبعات سلبية، وإن كانت هذه القيادة ناجحة، فلا بد من تعيين دماء جديدة. كما أقترح إخضاع قيادات مركز الوعي الفكري لاختبارات ثقافية وعقلية ونفسية، ففلذات أكبادنا أمانة.