يوما بعد يوم يزداد يقيننا بأن إيران شر مطلق، وأن ميليشياتها الإرهابية الخبيثة لا يمكن أن تستمر بالعيش بيننا، وأن أنصارها وحلفاءها الذين باعوا أوطانهم وتحولوا إلى أدوات في خدمة المشروع الإيراني ينفضحون وينكشفون وتتم اليوم ملاحقتهم في أكثر من بقعة ودولة عربية.

خلال السنوات القليلة الماضية استطاعت مملكة البحرين وحدها اعتقال عشرات الخلايا الإرهابية التابعة لإيران، والتي كانت تخطط لاستهداف القوى الأمنية والشعب البحريني، وقامت أجهزة الأمن البحرينية بكشف العديد من الخلايا وتوقيفها ومنعها من تنفيذ مخططاتها الدموية، التي أرادوا بها تأكيد ولاء هذه المجموعات لإيران.

مملكة البحرين بقيادتها الحكيمة أثبتت يوما بعد يوم أن الحزم يصنع المعجزات، وأنه لا يمكن السكوت عن مثل هذه الخلايا والتنظيمات التي تخدم أي مشروع في المنطقة، فكان قرارها واضحا بمواجهتهم واعتقالهم ومنعهم من تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها إيران لهم، بهدف زعزعة الأمن وتحقيق الأهداف الإيرانية الخبيثة في المملكة ودول الخليج العربي.

إننا اليوم في لبنان بحاجة ماسة إلى نظام يشبه النظام في البحرين، يأخذ قرارا جريئا بالمواجهة، ولا يسمح لحزب الله بالاستمرار على وضعه الحالي، خصوصا بعد أن أتم السيطرة على المؤسسات في لبنان، وآخرها قانون الانتخاب الذي وبحسب الدراسات يعطي الحزب وحلفاءه الأكثرية الساحقة من النواب في المجلس، وبذلك يتمكن الحزب وإيران من فرض السياسات والمشاريع وتعديل أو إلغاء اتفاق الطائف، فيصبح لبنان جزءا من المحور الإيراني بدون أي مواجهة حقيقية من أي طرف، ويصبح حسن نصر الله هو المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، وتصبح قرارات السلم والحرب مرتبطة بإيران مباشرة.

إن الإرهاب الذي تمثله تنظيمات إيران في المنطقة أشد خطرا من أي إرهاب آخر في العالم، وأصبح من الضروري مواجهته بشكل سريع وتشكيل تحالف تقوده السعودية لمواجهة الخطر الإيراني وحزب الله، ويتحول إلى تحالف يعيد للأمة العربية أمجادها وحريتها واستقلالها وسيادتها، ويخرج الإيراني من أراضيها في سورية واليمن والعراق ولبنان، ويطرد ميليشياتها في البحرين وباقي الدول.

لقد أصبحت المواجهة مع الإيراني حقا مشروعا لشعوبنا، خصوصا بعد أن تطاول على دول الخليج العربي واحتل سورية والعراق واليمن العربي، وساهم بتهجير ملايين السوريين والعراقيين وقتل ملايين منهم، وطرد سكان المناطق والبلدات في ريف دمشق وغيرها إلى مناطق أخرى، فكيف يتم السكوت عن كل هذا؟ إن المطلوب اليوم هو مواجهة حاسمة خصوصا أن المؤسسات الأميركية تعتبر إيران عدوا لها، وهذا ما يسهم في دعم أي تحالف يواجهها، وستجد القيادات في العالم العربي ملايين المواطنين المستعدين للتطوع في أي جيش يواجه مشروع ولاية السفيه، ومن خلفه خامنئي الرجيم قاتل العرب والمسلمين.

إنني أنا اللبناني العربي المؤمن بجهود المملكة العربية السعودية، وحزم قائدها سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الشاب محمد بن سلمان، أدعو اليوم قادتنا وشعوبنا للالتفاف حول المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، الذين اتخذوا قرارا صائبا بمواجهة إيران وميليشياتها في اليمن، ومنعوا تمددها في البحرين، ويعملون على تقليم أظافرها في باقي الدول، على أمل انتهاء دورها الشيطاني الخبيث المحرض على الفتنة الطائفية، من الكويت إلى المغرب العربي مرورا بسورية ولبنان والعراق.