كلما قلنا: جاء الفرج، نعود وننتظر ثانية... بدأت منذ فترة ليست قصيرة بوادر رياضة نسوية سعودية في بعض الجامعات، وتم تشكيل عدد من الفرق حتى في كرة القدم، وأقيمت بطولات في بعض الألعاب، وأثير أخيراً حديث عن توجه لإنشاء ثلاثة أندية لرياضة النساء، فتفاءلنا خيراً لقناعتنا المطلقة أن الرياضة مهمة جداً للمرأة سواء من الناحية الصحية أو النفسية.

ومع احترامنا لكل الآراء التي تناهض هذا التوجه، فإننا لن نتوانى لحظة للحديث عن قناعاتنا عبر الصحف أو المجالس العامة، لأنها حقيقة واقعة حتى ولو رفضها البعض بحجج نعتقد أنها واهية ولا أساس لها من الصحة، ولكنها فرضت علينا.

هناك مجموعة كبيرة مقتنعة أن الرياضة مهمة للمرأة، وهي تسعى لكي تصبح أمراً واقعاً، ولو تناقشنا وجهاً لوجه مع أي معترض لتوصلنا إلى حقيقة مفادها أن لا شيء يمنع المرأة من ممارسة الرياضة وفق قيم دينها والحفاظ على أخلاقها، ولولا لذلك لما اهتم المسؤولون أنفسهم بهذه المسألة وبدؤوا بتعميمها رويداً رويداً.

بصراحة أعجبني كل حديث زميلنا رئيس القسم الرياضي في صحيفتنا الغالية "الوطن" الأخ محمد الدعفيس عندما استضافه برنامج في الفضائية الرياضية السعودية وتحدث فيه عن المعوقات التي قد تحدث إذا ما طلبت قطر من السعودية استضافة بعض مباريات كأس العالم عام 2022 إذا أراد لنا الله عز وجل أن نعيش حتى ذاك اليوم، وتبين من حيثياته أن ثمة معوقات كبيرة وخاصة ما يتعلق بالمرأة، ولحضور المرأة في الأولمبيادات أشكال عدة ونحن طبعاً نرفض معظمها، ولكن لا نستطيع أن نرفض –على سبيل المثال لا الحصر- تواجدها على أرض الملعب تتابع المباريات، وما الغلط في ذلك؟... ولماذا نتصور أنه يجب دائماً أن تكونوا أوصياء علينا، نحن نملك من العقل ما يكفي لنرد عن أنفسنا أي خطر مهما كان؟... لماذا نتصور أن حضور المرأة المباريات في الملعب سيعرضها لمواقف هي بغنى عنها مع أننا كنساء قادرات على حماية أنفسنا؟.. فهل الخوف علينا أم منا؟.. وهل الخوف علينا أم على أنفسكم؟

نحن نحب المطبخ وعمل البيت وتربية الأطفال ونسعى لإرضاء الزوج ومعظمنا يعرفن واجباتهن كاملة، ولكن الحياة ليست هذه الأشياء فقط وهناك متسع كبير من الوقت، وقد أعطانا الله عز وجل فرصة الاستمتاع بأشياء كثيرة ومنها الرياضة دون مخالفة لشرعه الذي نسعى له دائماً، ولكن البعض للأسف يزوّدها (حبتين) لأنه يفصّل بعض الأمور أحياناً على مقاس قناعاته.

ما زلنا ننتظر... ويقيناً أن اليوم الذي ستمارس فيه المرأة الرياضة بكل حرية قادم لا محالة.