أشار بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا -وهو حفيد لتركي مسلم- إلى حقيقة لمسناها نحن -السعوديين- خلال الفترة الماضية منذ تولي سمو الأمير الشاب ولاية العهد، التي قاد هو وفريقه فيها الكثير من التغييرات التي تجاوزت الأنظمة إلى إصلاح حقيقي، وعودة إلى أصل هذا الدين، خاصة فيما يتعلق بأمرين أولهما حقيقة المسلم التي -لا شك- لا علاقة لها بالإرهاب الذي أدار ولي العهد ملفه ببراعة شديدة، منذ أن لفت نظر العالم إلى دور نظام الحمدين في تمويل الإرهاب، الذي أدت مقاطعته ومراقبته من العالم إلى أن يوقف إلى حد ما أنشطته، وإن لم يعترف بذلك، لكننا لمسنا تلاشي داعش بعد إيقاف الدعم عنه، وميل الأمور إلى الاتزان في ليبيا، كذلك أدت إصلاحاته الاجتماعية في الترفيه خاصة إلى تغيير الصورة النمطية التي صاغها التشدد، مما كشف للعالم أن الإسلام لا يتعارض مع الترفيه والحياة، فشاهد العالم أهم بلد مسلم يحتفي بمبدعي الفنون والموسيقى، وهذا من شأنه جعل المسلم يعود لدوره الأول في حضارات العالم، بانياً ومساهما وليس هادما.

الجانب الآخر قضايا المرأة، ولا أعني قيادة السيارة، فهذا كان مجرد رأس جبل الجليد الذي أزاحه ابن سلمان، بل قضايا مثل بيت الطاعة الذي لا وجود لأصل له في الشريعة الإسلامية، وهو مجرد اجتهاد فقهي لم يعد يناسب السعوديات اليوم، كما أن تكفل الحكومة بالإنفاق على المطلقات وأطفالهن ثم أخذ المال من الزوج السابق كان أحد مشاريع محمد بن سلمان لملف المرأة.

أيضا ما قدمته مبادرته الخيرية التي وصلت إلى مئة مليون كآخر رقم، وشملت في أكبر بنودها دعما للنساء بالتدريب وإنشاء المشاريع، وهو في نظري كامرأة مفتاح استقلالية المرأة السعودية، وأول عوامل إكسابها القوة لتكون عضوا فاعلا في المجتمع.

كما أنه أعاد تعيين امرأة في منصب نائب وزير بعدما بقينا زمنا دون ذلك، وأظن أن في القريب العاجل ستكون لدينا وزيرات سعوديات. إن ما سبق سيسهم ولا شك في تبرئة هذا الدين من إهانة المرأة، التي كان البعض يوردها مستشهدا

بما يحدث في أهم بلد إسلامي.

لذا نحن -المسلمين- وليس السعوديين فقط نتوقع الكثير من ابن سلمان كقائد مسلم ملهم قدماه ثابتتان على الأصل صانعاً بذراعيه التجديد.