نقلت الصحافة العالمية والمحلية حديث سيدي ولي العهد لصحيفة واشنطن بوست بكامل تفاصيله التي اتسمت بالشفافية والواقعية، وإعطاء الرأي العام الصورة الناصعة لما يجري في أرض السعودية من إصلاحات لن تتوقف طالما تعمقت الوطنية في نفوس المخلصين من أبناء الوطن، ولهذا جاءت الأوامر الملكية الأخيرة لتكون لبنات عطاء جديدة في شريان الوطن ممن لديهم طموحات وهواجس إصلاحية مخلصة تبحث عنها الدولة بعيدا عن الدماء التي غادرت وقدمت لوطنها بكل إخلاص، لأن الوقت حان لكي تُعطى الفرصة لأبناء الوطن الطموح الذي يتقد عطاء، وأنها جاءت لعلاج الفساد الذي لاحظه الجميع وأثر على التنمية، وهو علاج بالصدمة لتطهير ما بقي من سرطان الفساد في جسد الدولة، وتعيين هؤلاء ذوي الطاقة العالية والقادرين على مسايرة العجلة والتغيير والتطوير لهذا البلد الذي يقوده الملك سلمان، وولي عهده الأمين الذي أكد -وفقه الله- أنه سيضع حدا للنهب الذي توصلت إليه اللجنة العليا لمكافحة الفساد، وخرج منهم من اعترف وقام بالتسوية، وكانت هذه الصدمة ضرورية لتحقيق أهداف الميزانية ووقف ذلك النهب، وكنا بحاجة ضرورية لإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، وفي حديث الشفافية والواقعية التي اعتادها المواطن السعودي من ولي العهد أن سرعة التغيير واتساع وتيرته ضرورة للنجاح القادم الذي يلمسه كل مواطن في رحلة الحزم والعزم التي بدأها الملك سلمان -وفقه الله- وولي عهده -حفظه الله-، كما تناول سموه خلال حديثه إلى الصحافة العالمية أنه لم يعد هناك وقت للتأني والتدرج والتأجيل، فقد تأخرنا بما فيه الكفاية، وقد وصلنا إلى نقطة اللا عودة، وعلينا التصحيح، ونحن ماضون في استكمال الإصلاحات الاقتصادية، وقد لامس سموه أهم جهاز في الدولة وهو تحديث المنظومة الدفاعية وما يسمى بوثيقة الدفاع، حتى رأينا إعادة هيكلة وزارة الدفاع والدفع بالدماء المخلصة، وتكريم الذين قدموا منجزات خلال فترة عملهم، ورأينا تزامن هذا التوجه مع المعرض الدولي لتوطين الصناعة العسكرية في دورة جديدة أصبح علامة مميزة للمملكة تحضره أكثر من 18 شركة عالمية وعدد من المصانع الوطنية التي تتعاون مع المنظومة التصنيعية في المؤسسة العسكرية السعودية التي يرأسها ولي العهد وزير الدفاع، حفظه الله، والتي أصبحت علامة يرتادها المهتمون بالتصنيع العسكري ورجال الأعمال، وفرصة لزيارة أبناء الوطن لهذا المعلم الوطني العسكري الذي أصبح يرسخ في عقلية كل شاب سعودي يدرك أهمية المحافظة على حدود وطنه وأمنه واستقراره. كان حديث الشفافية والواقعية لولي العهد صوتا نابعا من الوطنية والإخلاص، وطمأنة جيل اليوم أن هذه المملكة ستكون في حراك مستمر لا يهدأ، وكل يوم تشرق شمسه سيسمع المواطن عن منجزات هنا وهناك تعود بالنهاية على إسعاده ورفاهيته، حتى ولو كان الثمن علاجا واستئصالا لأجزاء فاسدة في جسم المنظومة كما صورها سيدي ولي العهد، لكننا في النهاية سوف نطرد الخونة وأصحاب النهب وعديمي الضمير بالمكاشفة والمصارحة، فإن العلاج بالصدمة -على حد تعبير سموه- هو أفضل علاج نحتاجه عندما نضطر إليه كما حدث اليوم. نحن مقبولون على تنمية وحضارة لا تقبل التأجيل والمجاملة، وعلينا عدم التوقف حتى نصل بالوطن إلى دولة متقدمة يقودها شباب سعودي مخلص لديه الرغبة والإصرار في النجاح ومسابقة الزمن حتى ينهض وطننا الغالي برجاله المخلصين.