سَطوٌ على محلٍ تجاري، سِرقةُ سيارة من أمام منزل صاحبها، محاولةُ خطف طفل، سِرقةُ منزل في وضح النهار... وغيرها من مقاطع الفيديو التي نتداولها عبر برامج جوالاتنا وحساباتنا في منصات الإعلام الجديد؛ بهدف توسيع دائرة نشرها لتضييق الخناق على المجرمين، رفضًا اجتماعيًّا لهذا السلوك الإجرامي، وكذلك لرفع مستوى الوعي المجتمعي حول أساليب وأنماط ارتكاب الجريمة التي ينتهجُها المجرمون، وأخذ كل الاحتياطات والحذر.
هذه الحملات الإعلامية والتوعوية المجتمعية من الناس إلى الناس بلا تخطيط ولا تنظيم، وهي حالة تعكس الوعي المجتمعي، قبل أن تأخذ الرسائل الإعلامية والتوعوية دورتها الكاملة في مناطق المملكة، تلحقها صور ومقاطع فيديو ورسائل تباشير إلقاء رجال الأمن القبض على المجرم، وبهذا الحس الأمني الواعي عند المواطنين والدور الريادي الفاعل والسريع لرجال الأمن - يتحقق الأمن والاستقرار في بلادنا الغالية.
حسب موقع مركز أبحاث مكافحة الجريمة فإن نسبة الجرائم في السعودية انخفضت خلال عام 1437 بنسبة 4.5 % مقارنة بـ1436؛ حيث بلغ معدل عام 1436 لجميع الجرائم 509.3؛ لكل مائة ألف من السكان في المملكة، وفي المقابل سجل معدل عام 1437 لجميع الجرائم 464.46؛ لكل مائة ألف من السكان. وسجلت العمالة النسبة الأكثر للمتورطين في ارتكاب جميع الجرائم بنسبة 25.9%، بينما شكَّل العاطلون عن العمل 7% من المتورطين بالجرائم. وفي توزيع الجرائم انخفضت نسبة جرائم الاعتداء على النفس 8.7 % خلال عام 1437 مقارنة بالعام الذي سبقه، وكانت جرائم الاعتداء والمضاربة أكثر جرائم الاعتداء على النفس بنسبة 53.2 %؛ حيث انخفضت 14 % عن العام 1436، بينما ارتفعت جرائم الاعتداء على الأموال بنسبة 6.5 % في عام 1437 عن العام الذي سبقه، وسجلت سرقة السيارات أكثر جرائم الاعتداء على الأموال بنسبة 36.2 % بارتفاع 13.8 % عن العام 1436.
كاميرات المراقبة في الشوارع والمحلات التجارية والمنازل وغيرها من الأماكن العامة هي المصدر الذي يغذي برامج جوالاتنا وحساباتنا في الإعلام الجديد بمقاطع الفيديو والصور عن جرائم المجرمين وسلوكيات المنحرفين. فكاميرات المراقبة أثبتت أنها من الضروريات التي تساهم في تحقيق الأمن والأمان، وتختصر الجهد والوقت في كشف خيوط جرائم القتل والسطو والسرقة؛ حيث ساعدت الكاميرات في تسهيل المهمة على الجهات الأمنية لتتبع الجناة والخارجين عن القانون، وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة. كاميرات الجوال كان لها أيضًا نصيبٌ من الاستخدام الواعي في تحقيق الهدف الإيجابي منها، وعلى سبيل المثال... رصد أحد المواطنين قبل حوالي أسبوعين من كاميرا جواله الشخصي سائق حافلة تحت تأثير المخدرات، يقوم بتصرفات غريبة أثناء القيادة، ومع انتشار المقطع شاهدنا صورة السائق في قبضة الأمن.
ما أود قوله والتأكيد عليه؛ أن استخدامنا الواعي للتقنية وتوظيفها في صالح الأمن والاستقرار، ومساهمتنا الإيجابية لنشر المحتوى المفيد لأمن الوطن وحماية المجتمع - سيساهم في خفض معدل الجريمة، ويحقق المعنى العميق للمواطنة: «المواطن هو رجل الأمن الأول».