العام الماضي في ماراثون لندن وجد المتسابقون عند خط النهاية الأمير وليام وزوجته الأميرة كيت في لفتة جميلة، قابلها العداؤون المشهورون بدهشة وسرور بالغين، حيث توقف بعضهم لالتقاط صورة أو ملامسة كفي الأميرين بطريقة ودودة، نقلتها وكالات الأنباء وتابعها كثيرون، لا شك أن الأميرين الشابين يعلمان معنى وجودهما في هذا المكان وأهمية الحدث لبريطانيا.

فالماراثون ليس حدثا رياضيا فقط، بل هو أكبر من ذلك بكثير جداً، إنه رسالة إعلامية ووسيلة فاعلة من وسائل القوة الناعمة.

ويبدو أن هيئة الرياضة كانت جيدة كفاية عندما وضعت الجائزة مليونا للمتسابق المحترف الأول، ليكون ماراثون عاصمتنا الأعلى في الجائزة في العالم، وهذا قطعاً يحفز عشرات العدائين المشهورين على المشاركة العام القادم.

على كل حال هذا العام، وهذا الحدث أدار الكثير من الرؤوس بطريقة شاهدناها على ملامح المشاركين والجماهير وأهل الرياض، بل المتابعين في تويتر ووسائل التواصل، فبلا مبالغة هذا النشاط المجتمعي الجميل هو أهم الفعاليات التي شهدتها السعودية، وقرارها ربما كان القرار الأكثر حصولا على الموافقة والقبول بين كل أطياف المجتمع، لذا نتمنى العام القادم في نسخته الجديدة أن يحصد نجاحا أكثر، وأن يعيد جمع كل الآراء التي أشارت إلى ما يميزه لتعزيزها وإلى ما ينقصه لإضافته.

إن مسارات السباق كانت تقريبا خارج الرياض وخارج أهم ما يميز هذه المدينة فلم يمر المشاركون بمكان مميز يلتقط ليعرض للعالم. بدت التغطية الإعلامية أقل من مستوى الحدث، فلم نر المذيع الرياضي الذي يقفز وسط المتسابقين ويلتقط مشاعرهم وعباراتهم كما يحدث عادة، فخلف كل متسابق قصة وللأسف لم نشاهدها.

 في ماراثون لندن كل المدينة تشارك، المدارس والمؤسسات والجامعات والشركات، الجميع يستغل الحدث ليضع اسمه ويضع لوحات وأماكن لتزويد المتسابقين بالماء، فلماذا لم نشاهد ذلك في ماراثون الرياض.

قرار مشاركة المرأة تأخر وكان سيكون من أجمل الأحداث ليكون ختاما لسنة الحقوق والمميزات التي نالتها السعوديات في العهد السلماني، على العموم كان الحدث جميلا جداً ومميزا، ونرجو أن يكون العام المقبل أكثر في المشاركين وأعظم بالمميزات.