قبل بضع سنوات حدثني صديق أن زوجته دعته للاحتفال بعيد زواجهما، وهي عادة تغريبية مبتدعة، عند من لا وجود للبهجة في قاموسه، فامتثل الزوج لرغبة زوجته، وأقلها في سيارته، وقصد ماكينة لبيع المشروبات الغازية، فوضع فيها ريالاً، واستل علبة مشروب غازي، عاد الرجل لسيارته، وفتح العلبة لرفيقة دربه وشريكة حياته، وقال لها: كل عام وأنتِ بخير يا حبيبتي.

الحادثة رغم بساطتها تكتنز في بواطنها دلالات عميقة لدينا كمجتمع، فنحن حريصون على خصوصيتنا حرصاً يجعلنا نمنع وجود صالات سينما حفاظاً على العقيدة، المنتهكة في دول الجوار، لكننا نحن السعوديين نصرف على مشاهدة السينما في البحرين قرابة المليار ريال سنوياً، طبقا لعبدالرحمن الصانع رئيس لجنة الفنادق في غرفة التجارة الذي أفاد بهذه الأرقام المفزعة في برنامج (واجه الصحافة) مع الزميل داود الشريان (الجمعة 10-12-2010).

بحسب إحصائيات الصانع فإن متوسط السائحين الذين يذهبون لمشاهدة السينما في البحرين من السعوديين أكثر من ثمانية ملايين سنوياً.

بلغة أخرى يمكننا القول وطبقاً لرؤى البعض، أن لدينا ما لا يقل عن ثمانية ملايين فاسق، لا يغارون على محارمهم، ويشهدون السينما معهم في البحرين!

الإشكالية تبدو واضحة، وهي قائمة على اضطراب إحساسنا بطبيعة ما نمارسه بين الداخل والخارج، في سبيل الحفاظ على الخصوصية، تلك التي قال عنها مرة زميلنا الدكتور تركي الحمد، إنها ضيعت ما نشترك فيه مع الآخرين من إنسانية!