أصبح التفاوض على الدولة الفلسطينية سرابا، بالرغم من قناعة المتفاوضين، وهم ثلاثة أطراف:الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.

فالولايات المتحدة يهمها الاستمرار في التفاوض من أجل مصداقيتها، بعد الوعود التي قطعتها للعالمين العربي والإسلامي بإقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة جنبا إلى جنب مع إسرائيل.

وإسرائيل مرغمة على استمرار التفاوض لكي تبدو للعالم أنها راغبة في السلام العالمي، وتمرر من تحت الطاولة، ومن فوقها ـ لا فرق ـ مشروعاتها الاستيطانية وتنفذ أجندتها التلمودية في تصفية من تبقى في أرض فلسطين المحتلة من العرب، مسلمين ومسيحيين، بالترغيب حينا وبالترهيب في أكثر الأحيان.

تبقى السلطة ورموزها من يتمسكون بالتفاوض، بعد أن أصبح الورقة الوحيدة التي يملكونها في سبيل البقاء السياسي على مسرح الأحداث، بعد أن تم التخلي عن أوراق كثيرة، في غمرة الوعود والاتفاقيات منذ أوسلو وحتى اليوم، وإحداها الكفاح المسلح.

بالأمس كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحاور نشطاء سلام فلسطينيين وإسرائيليين في مقره في رام الله، وبينهم نواب في أحزاب كاديما والعمل وميرتس، و"ناشط" فقط من حزب الليكود، مما يعني أن إسرائيل كانت ممثلة بأحزابها، ماعدا "إسرائيل بيتنا" الذي يعبر عن التطرف اليميني، الأمر الذي ترك تساؤلات عما إذا كانت هذه الأحزاب قد نبذت الفكر الصهيوني.

بالتأكيد التساؤلات في غير محلها لسبب وحيد أن كل الأحزاب الصهيونية الآنفة الذكر كانت قاتلا للشعب الفلسطيني دون استثناء، وإن لبست في لحظة ما أقنعة السلام الكاذبة.