ابن الجنوب غالي وابن البقاع رخيص بحسب حزب الله، يتميز حزب الله بعنصرية وحقد لا يطالان خصومه وأعدائه فقط، بل حتى البيئة التي ينتمي إليها والطائفة الشيعية نفسها، فهذا الحزب ومنذ تأسيسه يعمل على تهميش شيعة البقاع من المراكز القيادية والحساسة في الحزب، وإعطاء هذه المراكز بشكل أكبر للجنوبيين، واستخدام أبناء البقاع في العمليات العسكرية في سورية وغيرها من المناطق، فبينما يتم وضع ابن الجنوب في الخطوط الخلفية ليبقى في أمان، يكون ابن البقاع في الخطوط الأمامية ليُقتل ويُصاب ويعود ليُترك دون دواء أو علاج أو راتب شهري يكفيه حاجاته، بينما يتمتع ابن الجنوب في الحزب بكافة وسائل الراحة والتأمين حيا كان أو ميتا، وتقوم قيادة الحزب بصرف رواتب عالية للمصابين منهم، وتأمين الأدوية اللازمة والعلاج وحتى عمليات التجميل، فلا يُترك هذا المصاب حتى يعود قادرا على الحياة والاستمرار بشكل طبيعي فيها.

أما ما يتم تقديمه للجنوبي ويتم حرمان البقاعي منه فهو على الشكل التالي:

• يحصل أبناء الجنوب على رواتب أعلى من التي يحصل عليها أبناء البقاع في حزب الله.

• يحصل أبناء الجنوب أيضاً على تأمين صحي يصل إلى 100 %، بينما لا يتجاوز تأمين أبناء البقاع الـ40 %.

• يحصل أبناء الجنوب في حزب الله على مميزات خاصة، منها السكن والسيارة ودعم مادي للتشجيع على الزواج، بينما لا يتم تقديم 10 % من كل هذه الميزات للمقاتلين في الحزب من أبناء البقاع.

• 90 % من أعضاء مجلس شورى تنظيم حزب الله الإرهابي من جنوب لبنان، وأقل من 10 % من البقاع في أحسن الأحوال والظروف.

• قيادة الحزب ومنذ تسلم حسن نصرالله تعمل بشكل جدي على توريث أحد أبناء الجنوب وعدم السماح لأي شخصية بقاعية بقيادة التنظيم.

• عناصر انضباط الحزب تعتدي على أرزاق وأموال البقاعيين بحجة تنفيذ الأوامر وضبط المخالفات في الضاحية الجنوبية، بينما لا تتجرأ على التعاطي بأي شكل مع أبناء الجنوب مهما كبرت مخالفاتهم وتوسعت أعمالهم على حساب القانون والدولة والنظام.

• يعتبر حزب الله البقاعيين حطبا رخيصا لإشعال النار والحروب التي تخدم الحزب، بينما الجنوبيون هم عصب الانتخابات وأحد أهم ركائزها، والحفاظ عليهم وتقديم الأفضل لهم يعني حكما بقاء الحزب في قوته وسيطرته، ولهذا فهو يسعى بشكل مستمر لإرضائهم وتقديم أفضل الخدمات لهم، وإعادة بناء قراهم وبلداتهم وتأمين الكهرباء والماء فيها، بينما يترك جمهوره في البقاع تحت رحمة عصابات وتجار المخدرات في مستوى معيشي متدنّ، وتجد معظم أبناء هؤلاء مطلوبين للدولة، وبهذا يبقون تحت طاعته وسيطرته، فلا هم قادرون على تسليم أنفسهم للدولة ولا هم قادرون على التخلي عن الحزب، ولذا يخسرون غطاء أمنيا وسياسيا يجنبهم الاعتقال والمحاكمة.

لقد عملت قيادة حزب الله ومنذ سنوات طويلة على دعم تجار المخدرات والحشيشة في البقاع لإغراق المنطقة بهذه المواد والاستفادة منها مادياً، ثم نشرها بين الشباب، فيصبح الآلاف منهم مجبرين على العمل لصالح الحزب لتأمين حاجاته من هذه المواد المخدرة وتفادي الاعتقال والمحاكمة بتهمة التعاطي والاتجار، إضافة إلى تجنب مذكرات الاعتقال الصادرة عن الدولة اللبنانية بتهمة السرقة والخطف والقتل، وهنا نجح حزب الله في إغراق هذه البيئة البقاعية الأصيلة اللبنانية العربية بالمواد المخدرة، وجعلها رهينة لمشروعه وإرهابه، بينما طور من أبناء جنوبه وجعلهم أكثر تعليماً وقيادة في الحزب ومؤسساته وجناحيه السياسي والعسكري وحتى الأمني.

إن الشيعة العرب من أبناء البقاع مطالبون اليوم بتشكيل مجموعات ترفض سياسات حزب الله، واستخدام أبنائهم كوقود للحروب الطائفية التي يقودها هذا الحزب الإرهابي، وعليهم واجب مقاومته ورفض انتساب أبنائهم له والقتال لصالحه في سورية أو أي مكان آخر وإعادة العز والكرامة لمناطقهم وتفريغها من تجار المخدرات الذين يعملون ليلاً ونهاراً على إغراق البيئة البقاعية بهذه المواد السامة، والتي تغيّب العقول وتدمر المجتمع البقاعي الأصيل، وتجعله أسيراً لمخططات إيران وحزبها الإرهابي في لبنان.

إن تنظيم حزب الله هو التنظيم الأكثر إرهاباً وعنصرية على مدى التاريخ، وهو بتمييزه بين شيعي جنوبي وشيعي بقاعي كمن يميز بين الدم والعرق، ويقدم الحياة لأحدهم والموت للآخر، فابن البقاع لن يؤمن للحزب أصواتا توصل عددا كبيرا من النواب إلى البرلمان، بينما يفعلها ابن الجنوب، والحفاظ عليه بالنسبة للحزب كمن يحافظ على الذهب، ويتخلى بحسب الحزب عن «الفالصو»، فهل سيقبل أبناء البقاع الاستمرار في التضحية بأرواحهم كي يحيا الحزب وقياداته، وتستمر هذه المنظمة الإرهابية بالقتل والتدمير مستفيدة من أرواح أبنائهم الذين لم يصل 80 % منهم إلى الجامعات بسبب سياسات الحزب التي تصطاد اليافعين من سن 14 سنة لتدريبهم وإرسالهم إلى الجبهات للقتال ومواجهة المصير المحتوم، الإصابة والعطب أو الموت!

ما زال عندنا أمل كبير بأن تكون نهاية حزب الله على يد أبناء البقاع الذين سيرفضون هذا الظلم بحق أبنائهم والصورة التي اتصلت بهم «مجرمين، خاطفين، قاتلين، تجار مخدرات، إرهابيين وجاهلين»، لا لشيء، بل فقط لأن هذا ما يفيد حزب الله في مشاريعه وحروبه وحاجاته من المقاتلين، وسينتصر العربي على مشروع الفرس في لبنان والذي يقوده شيطان الضاحية الجنوبية حسن نصرالله ومن خلفه خامنئي منتحل صفة نائب المهدي القادم من المجهول.