حذر اختصاصيون من الألعاب الرقمية المتداولة بين الأطفال بكثرة في الوقت الراهن، والتي تحمل مشاهد إيذاء تؤثر على سلوكياتهم، وتنزع حساسيتهم ضد الإيذاء، في الوقت نفسه كشف تقني عن الأجهزة المدعمة بخصائص حماية، والتي يمكن للأهل الاعتماد عليها لحماية الأبناء من التأثيرات الضارة لهذه الألعاب.


خطورة الألعاب الرقمية

قالت الأخصائية النفسية أسماء الحسن إن «مشاهد القتال والدماء التي يراها الطفل في الألعاب الرقمية بكثرة تنزع منهم الحساسية ضد العنف، وتقلل شعورهم بالذنب تجاهه، مما يؤدي إلى صدور سلوكيات عدوانية من قبل الصغير ضد من حوله، من خلال تقليده الشخصيات المحبوبة لديه في تلك الألعاب، بعد أن يضع نفسه مكان شخصيته المحببة»، مشيرة إلى أن الخطورة الأكبر لهذه الألعاب هو أن تستغلها جهات ضالة في استدراج الأطفال إلى ظواهر سلبية مثل التحرش والإرهاب. وأضافت أن «على الأسر قطع الألعاب الرقمية عن الطفل بشكل تدريجي غير مباشر، من خلال تقليل الأوقات التي يقضيها في ممارستها، ومن ثم استبدالها بألعاب أخرى محببة، كما يمكن قضاء وقت ممتع في اللعب برفقة الصغير، وعدم تركه فريسة للفراغ الذي يولد الملل، ويسوقه إلى هذه الألعاب التي تملأ يومه بالأحداث المثيرة السلبية والسلوكيات الخاطئة».


مرحلة حساسة

أبانت الأخصائية النفسية سارة السويدان أن «بعض الألعاب الرقمية تزرع أفكارا ذات أهداف عقائدية أو سياسية مخالفة تستغل حاجة الطفل إلى حب المغامرة والاكتشاف، فيقوم الطفل بتطبيق هذه الأفكار دون أن يدري خطورتها، ونظرا لحساسية المرحلة يصعب على المربي تعديلها أو التدخل في علاجها مع مرور الزمن». ولفتت إلى أن «الطفل قد يتعرض من خلال تواصله مع الآخرين في هذه الألعاب إلى استغلال من قبل البالغين، وربما يقومون بابتزازه وتهديده، وخلق الخوف والذعر بداخله ليستجيب لهم دون وعي». وشددت السويدان على «ضرورة اهتمام الأهل بمراقبة محتوى الألعاب بشكل دوري دون إشعارهم بأنهم تحت المراقبة حماية لنفسياتهم، كما يجب عليهم الوعي بحاجات أبنائهم، واحتوائهم، ومعاملتهم بعاطفية ووسطية، والابتعاد عن الأوامر المنفرة، وخلق الحوارات الهادئة لإقناعهم بخطورة هذا النوع من الألعاب».





خصائص حماية

يرى التقني عصام الشهوان ضرورة معرفة الأهل لطباع أبنائهم واهتماماتهم، وما يثيرهم من روايات وأفلام ومسلسلات، وأسباب غضبهم وعدوانيتهم، والعوامل التي تقودهم إلى اختيارهم ألعابا محددة، واستخدام الضوابط الأبوية لتحديد الألعاب، أو السماح بشرائها، من خلال وضع قيود على الوصول إلى شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى تحديد المحتوى المناسب للعب، مع الحفاظ على إعدادات التحكم الأبوي لمنع الأطفال من تغييرها دون الرجوع إلى ولي الأمر». ‏وكشف الشهوان عن «وجود خصائص حماية في عدد من الأجهزة يمكن للأهل الاعتماد عليها لحماية الأبناء من مخاطر الألعاب، مثل جهاز «الننتندو سويتش» الذي يوفر تطبيقا يمكن تحميله على الهاتف المحمول يعطي تقريرا يوميا وآخر شهريا عن عدد الساعات التي يمضيها الطفل يوميا في كل لعبة، كما يعطي جهاز «الاكسبوكس ون» معلومات عن الألعاب التي تم اللعب بها مسبقا، بالإضافة إلى جهاز «البلايستيشن 4» الذي يوفر خصائص يستطيع الآباء من خلالها معرفة الألعاب التي لعبها الطفل ومراحل تقدمه بها».