في أدبنا العربي صورة بطولية خالدة مازالت راسخة في ذاكرتنا من خلال ما تعلمناه وقرأناه، صنعت ذلك الكيان الكبير من المحيط إلى الخليج. شجاعة.. تضحية.. مقاومة، تعطينا في وقتنا الحاضر جرعة من التنفيس، تقتل روح اليأس التي تتسرب إلينا بفعل الواقع العربي المؤلم الذي نعيشه، هذا الواقع الذي هو مثار شد وجذب متواصل يبحث عن السبب في تخلف هذه الأمة في اللحاق بالركب وصناعة حضارة تعطيها هيبة ومكانة بدلا من حالة التشرذم والضياع الحاصل الذي مزقها وشتتها، وجعلها لقمة سائغة ينهش جسدها بشكل مستمر.

رفعت شعار الظلم وعدم العدالة في خطاب عنتري حماسي وجهوري تعيد تكراره في كل محفل ولقاء، يبقى السلاح الذي يصقل ويلمع في كل وقت من أجل الحفاظ على كرامة تحتضر سوف تشيع إلى القبر، هذا السلاح صار هو المغذي لعقولنا يجرفنا نحو الإحباط والحسرة والشعور بالحزن تمتزج فيه السخرية والتعجب، هذا الشعور لا يخالجنا وحدنا، ولكن انتقل إلى أبنائنا أدخلهم في صراع رهيب شدهم إلى الشك والحيرة وعدم التصديق في ماضي هذه الأمة، تنازعهم الكثير من الأسئلة والاستفسارات لا يجدون لها جوابا مقنعا، بل مجرد تخدير لفظي مبنى على التمني والوعد في الخروج من هذا النفق المظلم عبر التحلي بالصبر والانتظار على تلة الأمل، ولكن تبقى صورة الذل والمهانة والقهر هي المسيطرة التي تطل علينا في كل لحظة تشد أبصارنا عبر الأحداث، فنحاول الهروب إلى ذاكرتنا من خلال جرعة إعلاميه مازالت عند (الرمْي والفُرُوسية) التي تخمر عقولنا، فنعيش في أحلام الحنين، والتي لا تقنع أبناءنا الشباب الذين سحرتهم وخطفت عقولهم تلك البطولة التي تأتي عبر الطائرة والصاروخ والبندقية في مشاهد تمجد العقلية الغربية وتبرز مدى التفوق التقني المتطور والتي تبرز النصر بشكل حاسم، فتثير الرعب والخوف لأعدائها ترسخ في عقول أبنائها روح الفخر في الانتماء، فمتى سوف تبقى بطولتنا في عرض:

وحسّرت يوم الحرب عن ساعد الوغى وجردت سيفي واختطمت بعزمتي

سؤال أعتقد مع الواقع أن الإجابة عليه سوف تطول.