مروة طفلة مصرية تعمل كبائعة في الشارع شاهدت سباقا خيريا فقررت الركض فيه حافية القدمين، وكانت المفاجأة أن فازت.

في الحقيقة سبق فوزها أن المتسابقين كانوا يتدربون للسباق، بينما كانت تتدرب هي للحياة والذين يتدربون للحياة لا ينهزمون أبدا، حتى لو تشققت أقدامهم وأدميت ركبهم واختبأت ابتساماتهم حتى خط النهاية.

في زمن مضى اكتشف الطفل القرشي أن كل الأطفال لديهم ألواح يكتبون فيها السور ويعودون يحفظونها في البيت، لكن أمه لم تكن تملك مالا لتشتري به لوحا، فقرر أن يدرب ملكة الحفظ لديه ليحفظ من مرة واحدة حين يسمع الآية من الشيخ في الكتاتيب، هذا الطفل كبر بهذه المهارة ليصبح إمام الفقه الشافعي.

قرأت أيضا أن هناك 700 ألف طالب مدرسة، أعمارهم بين 13 و17 سنة، مشردين في الشوارع في أميركا، ومع ذلك استمروا يذهبون كل صباح إلى المدرسة، وكان منهم «ليز موراي» التي أصبحت أستاذا في هارفرد.

أفكر في هؤلاء الذين حولوا الشمس إلى ساعة منبه، وحركة الناس في الشارع موقظا وباعثا للعمل، أولئك الصغار الذين يغسلون وجوههم في حنفيات الماء العامة ثم يركضون إلى المدرسة، وأتساءل كيف لك أن تجعل الألم والفقر والوحدة منحة تصنع موهبتك وتنمي مهاراتك، ليس فقط لتغير نفسك، بل لتغير العالم.

أعتقد أن الإجابة عن هذا السؤال تكمن في مدى حاجتنا إلى أن نكون، إنه شيء في داخل الإنسان العظيم الذي لا يترك الألم يقوده، بل يقود هو الألم لصناعة شيء مختلف.

في لقاء قدمته «أوبرا وينفري» مع الكاتبة الإنجليزية Joanne Rowling مؤلفة «هاري بوتر»، سألتها «أوبرا» هل تتحسرين على أن والدك لم يكن معك في هذا النجاح؟ لترد بالنفي، وتقول: من أتمنى أن يكون معي في هذا النجاح أمي، لأن حزني عليها وهي تحتضر جعلني أكتب مقدمة «هاري بوتر»، وبالذات الفصل الذي تحميه روح أمه الميتة من الأشرار.

حسنا، بالنسبة لقراء «هاري بوتر» هذا الفصل كان على عاطفيته وجماله وصدقه دافعا كبيرا لعشق هذه السلسلة.

أقول وحدهم الشجعان، كمروة، يعدّون الصعاب حواجز يقفزون عليها بقوة وعزم وابتسامة، مع قفزة الانتصار ليس على الألم ولكن للحياة.