في حين يتحتم على كل مواطن دعم أبناء بلده فيما يتعلق بالمشاريع الصغيرة والأسر المنتجة، خاصةً عند منافسة السلعة المحلية للسلع المستوردة في الجودة والسعر.

يعد معيار الجودة (quality) من أهم المعايير التي تدفع المستهلك إلى تفضيل السلعة سواء كانت محلية أم مستوردة، وكذلك المعيار والضابط الأهم برأيي هو سعر السلعة، فيجب أن يتماشى السعر مع جودة السلعة مع مراعاة منافسة السوق المحلي والأجنبي لتلك السلعة، ومن هنا تبرز معضلة الاعتقاد السلبي السائد وحنق المشتري على غالبية منتجات الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة. فقد تتراوح أسعار كوب قهوة من عربة أكل (food truck) ما بين 10 إلى 30 ريالا، ويختلف السعر باختلاف الموسم والمناسبة ومكان تواجد العربة والمواد المستخدمة في تزيين الكوب وطريقة تقديمه، أذكر امتعاض صديقة عندما وقفت في صف طويل لشراء القهوة فتفاجأت بالسعر الذي يضاهي سعر كوب قهوة من أشهر المقاهي العالمية، وعند سؤالها العاملين في العربة عن سبب غلاء أسعارهم ذكروا أنهم يقومون بتقديم القهوة بطريقة مبتكرة بكتابة اسم أم الزبون «ولد أو بنت فلانة»! وكما نلاحظ التزايد الملحوظ لحسابات «الإنستغرام» المتخصصة في بيع الأكلات الشعبية والحلويات والتوزيعات أنها أصبحت (موضة) نسائية تتخلل الولائم والاجتماعات والمناسبات. وهي تجارة طيبة، ففيها الخير الكثير إذا ما التزم بها الشخص يومياً، فبحسب زميلة قررت البدء في مشروع أكلات شعبية من المنزل أنها استعانت بعاملتين منزليتين، وكسبت ما يقارب 15 ألف ريال خلال شهر. إنه لأمر جميل أن نرى أبناء وبنات الوطن يبتكرون طرقاً حديثة للكسب الحلال، ويتوجب علينا تشجيعهم والأخذ بأيديهم مع مراعاة الضابطين المذكورين أعلاه (الجودة والسعر)، ببساطة إذا ما كان دعم المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة أمرا واجبا علينا، فبالتالي يجب على هذه الأسر والعاملين على المشاريع تقدير هذا الدعم ومراعاة ظروف أبناء بلدهم بتقديم كل ما يليق ويتماشى مع ذائقة وعقلية المواطن السعودي وظروفه المعيشية.