أرجعت تقارير الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها القاعدة الروسية في حميميم بسورية، إلى جانب الاعتداء الإرهابي الذي وقع في مدينة بطرسبرج الأسبوع الماضي، إلى تمسك موسكو بنظام بشار الأسد، وتورطها في العديد من العمليات العسكرية التي طالت المدنيين بالمدن السورية.
وكانت ثلاثة انفجارات قد وقعت الأربعاء الماضي في نطاق بلدة «حميميم» المحيطة بالقاعدة العسكرية الروسية، لافتة إلى أن عربات «البانتسير» المتمركزة وسط المطار والمخصصة للدفاع الجوي هي من ربحت المعركة جواً وأزالت الخطر.
وذكرت التقارير، أن الخلايا الإرهابية المتبقية من تنظيم داعش في سورية إلى جانب عناصر جبهة النصرة، تستهدف القوات الروسية الموجودة في سورية حاليا، إضافة إلى محاولاتها تنفيذ عمليات إرهابية في الداخل الروسي كنوع من الانتقام من موسكو. يأتي ذلك فيما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في اتصال هاتفي مع بشار الأسد، أمس، أن موسكو مستمرة بمساعدة النظام والدفاع عنه.
تصفية المعتدين
ألقى انفجار قنبلة يدوية الصنع في سوبر ماركت في مدينة بطرسبرج الذي أسفر عن سقوط 14 جريحا نقل 13 منهم إلى مستشفيات، ظلاله على الأجهزة الأمنية في روسيا، فيما أمر الرئيس بوتين «بتصفية» منفذي الاعتداءات الذين يعرضون للخطر قوات حفظ النظام وذلك بعد تحذيرات من عودة إرهابيين قاتلوا في سورية إلى البلاد. ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله إنه أصدر أمرا إلى جهاز الاستخبارات الروسي «بالتحرك في إطار القانون خلال عمليات التوقيف، وفي حال تهديد حياة أو صحة عملائنا وضباطنا، يجب التحرك بحزم وعدم القيام بالاعتقال، بل تصفية اللصوص في الحال».
تهديدات متعددة
قال المتحدث باسم بوتين ديمتري بيسكوف في تصريحات صحفية إن تعليماته تتعلق بـ«الذين يستعدون لتنفيذ اعتداءات في روسيا»، فيما أوضح مدير جهاز الاستخبارات الروسي ألكسندر بورتنيكوف أن حوالي 4500 مواطن روسي غادروا البلاد للقتال «إلى جانب الإرهابيين».
وحسب بورتنيكوف، فإنه يضاف إلى هؤلاء الروس المتحدرين بأغلبيتهم من جمهوريات مسلمة غير مستقرة في القوقاز، آلاف المقاتلين من بلدان آسيا الوسطى ويشكلون جالية مهمة في روسيا.
وكان تنظيم داعش وجبهة النصرة «الفرع السوري من تنظيم القاعدة» قد وجها تهديدات عدة إلى روسيا منذ بدء تدخلها في سورية في 30 سبتمبر 2015.
وبعد إعلان بوتين منتصف ديسمبر الجاري عن انسحاب جزئي للقوات الروسية من سورية، قالت أجهزة الأمن إنها تخشى عودة متطرفين من سورية والعراق بعد خسارة التنظيم كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تقريبا.