قبل ستة أشهر أعلن المذيع الأمريكي الأشهر لاري كنج أنه سيترجل عن منبره ويترك برنامجه وموقعه وساعات بثه المخصصة على قناة CNN بعد أن استمر لأكثر من 25 عاماً حين بدأ برنامجه بكلمته "مرحباً..أنا لاري كنج وهذا برنامجي اليومي سأبدأه معكم على قناة سي ان ان". لم يتوان يوما في استضافة أشهر الشخصيات من رؤساء وزعماء وسياسيين ورياضيين وفنانين بل ومثليين جنسياً أيضا، يبتسم ويحزن ولكنه في جميع الأحوال يطلق أسئلته بصراحة وعفوية بفريق إعداد يصل إلى أكثر من 16 شخصاً وباحثين.
منذ ستة أشهر والبرنامج في ازدياد قوته، وكان في هذه الفترة يستطيع التوقف أو التراخي، لكنها السمعة والولاء الذي بدأ بناءه منذ عام 1985 حتى ارتبطت القناة به وارتبط بها كأحد أهم العناصر فيها.
لم يكن ثرياً، ولم يدرس الصحافة. بعد المرحلة الثانوية توجه للعمل لمساعدة والدته مادياً بعد وفاة والده، ثم عمل في الراديو العام بعد أن أخبروه أن هناك فرص عمل في فلوريدا. بالباص رحل إلى هناك وعمل حتى أثبت جدارته ليعود بعدها إلى نيويورك ليبدأ برنامجه ثم يستقيل بلباقة. يقول في مدونته "طلبت من القائمين على سي ان ان الاستقالة فوافقوا، أريد أن أقضي وقتاً مع زوجتي وأبنائي"! بعد كل هذا العمل يريد أن يتفرغ لعائلته وهو في نهاية السبعين من عمره. وهو الإخلاص الحقيقي لمكان العمل بغض النظر عما إذا كان الرئيس صديقه أو مدير البرامج له علاقة به.
ما يميزه عن غيره أنه يقبل النصح وهو ما أوصله إلى هذه المرحلة من الشهرة والنجاح، ولكم أن تنصحوا أي مذيع عربي أو تقدموا ملاحظة له سيكون رده حتماً "من أنت".
الإعلام الغربي يزيد من خبرة تجارب العاملين فيه، ويزيدهم قوة. وفي عالمنا العربي، يزيدهم الإعلام تضخماً وغروراً وتعالياً على الجميع، ومداهنة للمسؤولين حتى لا "يخسرونهم" إلا من رحم ربي، فمن هو لاري كنج العرب؟