تصاعدت الخلافات الروسية الأميركية أمس، حول سورية، خاصة بعد إعلان موسكو عن توقيع اتفاق مع النظام السوري يؤسس لوجود دائم لقواعدها العسكرية في هذا البلد، في حين تمسكت أميركا ببقائها بالأراضي السورية لحين الانتهاء من القضاء على تنظيم داعش.
واتهم رئيس هيئة الأركان الروسية العامة الجنرال فاليري جيراسيموف، الولايات المتحدة بتدريب مقاتلين سابقين لداعش في سورية لمحاولة زعزعة أمن واستقرار البلاد، لافتا إلى أن عمليات التدريب تمت بقاعدة عسكرية أميركية في معبر التنف الحدودي السوري مع العراق بجنوب البلاد.
وكانت وسائل الإعلام الروسية قد نقلت عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله أمس إن الجزء الرئيسي من المعركة مع تنظيم داعش في سورية انتهى. وذكر لافروف أن المهمة الرئيسية في سورية الآن هي «تدمير جبهة النصرة».
استهداف المعارضة
ردا على الاتهامات الروسية قالت الولايات المتحدة إن قاعدة التنف مؤقتة، وتستخدم في تدريب القوات الشريكة في الحرب على التنظيم، مشيرة إلى رفضها اتهامات روسية مماثلة في الماضي، مؤكدة أن واشنطن لا تزال ملتزمة بقتل أعضاء التنظيم وحرمانهم من الملاذات الآمنة.
وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق أن 120 ألف سوري على الأقل اضطروا إلى النزوح داخل بلادهم منذ بدء روسيا تدخلها العسكري بسورية، مشيرة إلى أن «التدخل العسكري الروسي في سورية فاقم بشكل خطير بيئة معقدة أصلاً».
واتهمت أميركا روسيا أيضا «بأنها استهدفت حتى الآن في الغالب المناطق التي لا وجود فيها لتنظيم داعش، وبأنها استهدفت المعارضة السورية المعتدلة».
إجلاء طبي
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية على حسابها في «تويتر» إنه تم البدء في عمليات إجلاء طبي من جيب خاضع للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية.
وتحاصر قوات النظام السوري قرابة 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية، فيما ناشدت الأمم المتحدة النظام السماح بإجلاء نحو 500 مريض يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة لإنقاذ حياتهم.
مؤتمر سوتشي
كشف المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المفاوض يحيى العريضي عن أن هيئة المفاوضات لا تزال تدرس موقفها من مؤتمر الحوار الوطني الذي دعت لعقده روسيا بمدينة سوتشي.
وأشار العريضي إلى أنه من السهل رفض الحضور في سوتشي لكن هناك مسؤوليات سياسية ستحدد القرار النهائي.
وكانت المعارضة السورية رفضت الإثنين المؤتمر، قائلة إن موسكو تسعى إلى الالتفاف على عملية السلام التي تجري في جنيف برعاية الأمم المتحدة، واتهمت روسيا بارتكاب جرائم حرب في سورية.