في لقاء مع أحلام أجرته المذيعة وفاء الكيلاني، التقطت أحلام بذكاء موقف الإعلام الذي يدار من العرب، حتى الذي نملك مؤسساته من الثقافة الخليجية، فسألت المذيعة التي بدت مترصدة، كم مرة التقيت بفنانة خليجية؟
فبُهتت المذيعة، وبدت محرجة، كيف لبرنامج يدار بأموال خليجية ويشاهده خليجيون، ولا يلتقي إلا نادرا بمبدع خليجي!
ولو تتبعت عزيزي القارئ كثيرا من الهجوم على أحلام، ستجد أن جزءا كبيرا منه مرتب ومنظم، وهو ليس
سوى جزء من حملات بعض الإعلاميين العرب على الثقافة والإبداع الخليجي، والتقليل من إنجازه، وجلب السخرية، لتكون حاضرة في المشهد تماما مثلما يفعلون عند الحديث عن الرواية الخليجية والشعر والأدباء، بل حتى الإنجاز المادي مثل الأبنية والطرق، فلسنا في نظرهم سوى أغنياء بالصدفة، يتباهون بثرواتهم.
أحلام كانت هدفا سهلا، فهي صوت عميق جدا واختيارات ذكية، لكنها أيضا سيدة خليجية بسيطة ومتواضعة وصادقة جدا، ومثل أي مبدع لا يستطيع الادعاء والتمثيل، ولا يملك عادة الذكاء الاجتماعي، وهم أحكموا الشرك جيدا، فاختاروا لقطات ومواقف لتقليل أحلام في نظر المتلقي العربي.
أحلام ليست محظوظة لتفشل مخططاتهم، لكنها إعجاز إلهيّ في الصوت والأداء، لا يمكن أن تستمر أي كذبة حوله طويلا، لأن صوتها سيأتيك من أي مكان ليطربك ويهزك من الداخل.
«أنا من بد هالعشاق شعوري انت تدري به.... أنا أنسآك من جدك!!!!!
أنا لي خالقك ربي..
ولامني نسيت الحمد
قلي ويش أصلي به؟»
هذا الأداء، والتقاط القصائد الجميلة لهذه السيدة، منحتاها قاعدة جماهيرية.
أصابتهم صدمة عندما ألغت قنوات الـMBC عقدها معها للمشاركة في برنامج «ذا فويس»، ويبدو أن العقد
يسمح لهم بذلك، والذي ظهر في ردة فعل أحلام الهادئة، خاصة أن العقد انتقل إلى المطربة نوال، والتي لم تمانع بالموافقة، مما سبب صدمة حقيقية أخرى، فنوال مبدعة خليجية وأي ردة فعل أخلاقية معتبرة كان لا بد أن تنحصر في الرفض أن تكون بديلا لأحد، خاصة أن هذا الأحد هو أحلام منافستها، وتم إيقافها بطريقة تبدو غير عادلة لجماهيرها، لكن نوال تسرعت وهي تبدو مثل كل الفنانات الخليجيات، لا تملك القدرة على التصرف بدبلوماسية، ولا يوجد لديها مستشار إعلامي يستغل الموقف لإظهار احترامها للمنافسة، ورفض أن تكون شريكا في مثل هذا الموقف.
لذا، عندما عادت MBC إلى أحلام لأسباب لا نعرفها، أصاب نوال حرج بالغ، وعدّت الأمر إهانة بالغة، لكن على كل حال لم تكن الإهانة لتصيب نوال لو أنها لم تفتح الباب.
على كل حال، لقد عادت الأمور إلى نصابها، وسنستمتع برؤية وسماع أحلام كقامة خليجية فنية عظيمة في برنامج «ذا فويس»، لأنه ببساطة لا يصح إلا الصحيح، تماما كما تقول أحلام.