نشرت صحيفة «كريستيان سيانس مونيتور» الأميركية تقريرا عن «محطة الفضاء الأميركية» تقول فيه: يوجد في الفضاء الآن كائن من صُنع الإنسان بحجم ملعب كرة القدم، يدور على ارتفاع حوالي 250 ميلا عن سطح كوكب الأرض، هذا الكائن هو محطة الفضاء الدولية، التي تعتبر أكبر محطة فضائية من نوعها، حيث يمكن أن ينظر إليها من الأرض بالعين المجردة.
17 عاما من البناء
وتقول الصحيفة: احتل البشر تلك المحطة منذ أكثر من 17 عاما، وقد اعتلاها 53 طاقما من 10 دول، وزارها أناس من 17 بلدا. وفي منتصف ديسمبر الحالي وصل آخر طاقم مكون من ثلاثة رواد فضاء من روسيا واليابان والولايات المتحدة، لينضموا إلى اثنين آخرين من أميركا وروسيا كانا في منتصف الطريق متجهين إلى المحطة الفضائية للبقاء فيها. ويُشار إلى أن حفل استقبال القادمين الجدد بسيط وغير رسمي، حيث يُقابل كل واحد منهم بعناق دافئ من أولئك الذين على متنها.
400 زائر
أفاد التقرير أن المحطة الفضائية تجري أعمالا علمية هامة بالاستفادة من بيئة الجاذبية المنخفضة، عندما تدور المحطة في مدار حول الأرض. وستساهم تجاربها العديدة في تطوير كثير من المجالات، وكذلك في المعرفة اللازمة للبعثات المستقبلية إلى القمر والمريخ.
ويذكر أنه طوال تاريخ المحطة، لم تفقد أية أرواح من 400 زائر تقريبا. وعلى الرغم من أن العديد من الجنسيات يعملون معا، يلاحظ أنه لم تحدث أي مشاكل دبلوماسية في الفضاء تخلق ضجة على الأرض. وتلتزم الولايات المتحدة وروسيا بالحفاظ على هذه المحطة الفضائية المشتركة حتى عام 2024 على الأقل.
وتُعد المحطة الفضائية التي تدور حول الأرض بمثابة تذكير حديث بما يمكن أن تنجزه البشرية عندما تعمل الأمم معا في أمن وسلام.
فندق فضائي
أشار تقرير إخباري حديث إلى أن روسيا قد تبني فندقا فضائيا كذلك، واستعرض بشكل خيالي كيف ستكون الغرف التي ستطل على منظر الأرض من الفضاء الخارجي. وتعمل الطواقم الدولية التابعة للمحطة في أماكن قريبة وفي بيئة خطيرة للأغراض السلمية ولتقديم المعرفة البشرية. واستعرض التقرير ردود أفعال بعض الزوار إلى المحطة، حيث ذكر العديد منهم أنهم عندما ينظرون إلى الأرض فإنهم يرون الأرض وكأنها قطعة دائرية من الرخام الأزرق الخلاب تطفو بلا حدود معلقة في الفضاء. بعضهم اقترح أن يطلق على وكالة الفضاء الدولية اسم «سبيسي إيترنيتاتيس»، وذلك بمعنى أنها تحوم في الفضاء إلى الأبد وتذكرنا بأننا إذا بقينا متحدين فإن السلام سيعم الأرض.