قرأتُ مثل غيري ما بثته وسائل الإعلام عن تمّيز طبي ونجاح عملية أجريت لجنين في رحم أمه، حيث قدمت الأم بعد نتائج الفحوص الطبية في مستشفى عرعر وانتقالها إلى مدينة الأمير سلطان للخدمات الطبية ومركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب، إذ إن المشكلة كانت في أحد الصمامات في القلب الصغير داخل رحم أمه الذي أمضى ستة أشهر، وتعاون الأطباء بعد عناية الله في إجراء هذه العملية التي اشترك فيها فريق طبي من مستشفى النساء والولادة ومركز أمراض القلب في المدينة حتى اكتملت العملية، وتكلّلت -ولله الحمد- بالنجاح بفريق سعودي ماهر، استطاع من خلال ما وفرته الدولة من إمكانات وتقنيات عالية وأجهزة طبية متقدمة لم تتوافر لبعض المستشفيات في بعض الدول، وهو ما يفخر به الوطن والمواطن من رعاية طبية متكاملة، وبتوفيق من الله من خلال فرق طبية سعودية حصلت على أعلى الشهادات من الجامعات والمستشفيات العالمية، وفتحت أمامهم برامج الابتعاث في مختلف التخصصات.
لقد جاء هذا الإنجاز الطبي مذكرا لنا بمدينة طبية عملاقة لها نظير في كثير من الجهات الحكومية التي تتنافس على عطاء الوطن بنجاحات وعمليات حُقَّ لنا أن نفتخر بها، إلى جانب المستشفيات الميدانية التي أعلن عنها مدير عام الخدمات الطبية بالقوات المسلحة دكتور سليمان المالك، والتي ترافق جنودنا البواسل على الحد الجنوبي وفي مراكز اللاجئين السوريين في أماكن كثيرة، تمد لهم الحكومة يدها من خلال النقلة الطبية في عهد الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، اللذين يدعمان كل متفوق علمي وطبي يخدم الوطن والمواطن، لقد سررت وأنا أتابع مجريات هذه العملية النادرة التي تعدّ الثانية من نوعها على مستوى المستشفى، وتم نقلها عبر البث الفضائي، ونقل هذه التجربة إلى كثير من المؤتمرات العالمية، ويشارك فيها زملاؤهم من ذات التخصص، لقد أصبحت المدن الطبية السعودية مدنا تخصصية تفاخر بنجاحاتها يوما تلو الآخر، ومن أمثلة النجاحات زراعة القلب والكبد التي قامت بها مدينة الأمير سلطان بالقوات المسلحة، وفصل التوائم في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، وعلى مدى نجاحات كثيرة شاهدها العالم بثّاً حيّاً على الهواء أصبحت المنظومة الطبية لدى كثير من الجهات الحكومية مفخرة لمنسوبيها، ولم يقتصر الأمر على الجانب الطبي، بل تجاوزه إلى التفوق في الابتعاث والمجال البحثي والتدريب، حتى يعلم المواطن أن القوات المسلحة وشقيقاتها من المدن الطبية ليست فقط تجهيزات عسكرية، بل هي منجزات وعقول سعودية وضعت تحت خدمة المواطن في أي موقع في المملكة، بل إن المملكة العربية السعودية أطلقت برنامج مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية طبيا وغذائيا، إلى كل المحتاجين في العالم.
إن رؤية المملكة 2030، والتي بدأنا نلمس ثمارها، هي التي ركزت على الإنسان السعودي والكفاءة العالية المدربة التي تنتظر شباب الوطن وفتياته التواقين للعمل والتواجد في ميادين العمل الطبية والعلمية والعملية والاقتصادية بما يحقق طموحات الدولة في تخفيف نسبة البطالة، إن الكفاءة السعودية بحق هي وراء النجاحات الطبية التي شاهدها العالم ونقلتها وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي، ليفاخر المواطن بوطن الإنجاز، ويعطي دلالة على أن المنجزات المقبلة ستكون حاضرة في كل اتجاه، بإذن الله، وأصبحنا نشاهد وبفخر شبابنا السعودي المدرب في كافة الاتجاهات، حمى الله الوطن من كيد الحاقدين.