تدرك الدول أن الركيزة الأساسية لأمنها واستقرارها هم أبناء وطنها، وبالتالي فهي تعول عليهم الكثير والكثير في الحفاظ على أمنها واستقرارها في الداخل والخارج، وحكومتنا الرشيدة ولله الحمد أعطت هذا الجانب الأهمية الأولى والأساسية، فالمواطن هو حجر الزاوية للأمن والاستقرار، ولهذا فإن مقولة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله (المواطن السعودي هو رجل الأمن الأول)، هي حقيقة واقعة، ويدركها كل سعودي والحمد لله، ولا شك في ذلك أبدا ولا مزايدات على الوطن.

فقد أثبت الإنسان السعودي بعقله وفكره وإحساسه وانتمائه أن الوطن خط أحمر، وأن المساس بأمنه واستقراره هو المساس بالقيمة الإنسانية لكل من ينتمي إليه، وقد أثبت أبناء الوطن في كل الأحداث والمواقف التي مرت بها بلادنا أنهم لحمة واحدة مع قيادة الوطن، وأنهم الدرع الأول لحمايته والذود عنه، والحمد لله هناك مواقف عديدة أثبت المواطن السعودي للعالم أجمع أنه رأس الحربة في صدر كل معتد على الوطن، وأنه حجر البناء الصلب الذي يشيد عليه التطور والرقي لتحقيق الأهداف المرجوة والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة.

إننا ولله الحمد نعيش في وطن الخير والمحبة، فقد أغدقت علينا حكومتنا الرشيدة ولله الحمد الخير والأمن والأمان، وحري بِنَا أن نقدر هذه النعمة، وأن نكون صمام الأمان لبلادنا الغالية، وأن نؤكد في نفوسنا ونغرس في نفوس أبنائنا وبناتنا أهمية الحفاظ على أمن واستقرار هذه البلاد الطاهرة، وأن نتعهد هذا الوطن في أجيالنا القادمة بأفعالنا الصادقة الحريصة على هذا الكيان، وأن نكون الأذن الصاغية والعين المبصرة والإحساس المرهف لاستشفاف كل ما من شأنه الحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن.

قيادتنا ولله الحمد والشكر أعطتنا كل شيء، وتفاخر بِنَا في كل مكان، وحري بِنَا أن نحافظ على بلادنا حفاظنا على أنفسنا وعلى أعراضنا وممتلكاتنا، إن ما نعيشه من الأمن والاستقرار يحسدنا عليه العالم أجمع ولا يخفى على أحد ذلك، ونحن نلمس ونشاهد ذلك، وللأسف أن ضعاف النفوس الذين يهمهم تعكير صفونا، وهم كثر، ولكن بحرص وتفاني وإدراك المواطن السعودي دوره في الحفاظ على الأمن والاستقرار يجعل من يتربص ببلادنا يضع شره في نحره وينكب على وجهه.

فآباؤنا وأجدادنا وقفوا بكل قوة وأدوا واجبهم وغرسوا فينا القيم والشيم الإنسانية الصادقة التي تجعل الوطن فوق كل شيء، بل وتجعل تقديم دمائنا ودماء أبنائنا أقل شيء ممكن أن يقدم لهذا الوطن، ودورنا يجب أن يستمر لأنفسنا وأبنائنا وبناتنا، والحفاظ على الوطن ليس فقط من خلال الدفاع عنه والوقوف في وجه من يريد به الضرر، بل إنه يتجاوز ذلك إلى التمثيل المميز لهذا الوطن، ليس فقط في المناسبات الخارجية، وإنما أيضا في المناسبات الداخلية، والحفاظ على الممتلكات واستشعار المسؤولية في كل اتجاه، ولاسيما في أداء العمل الموكل إلى كل منا بكل بصدق وأمانة وإخلاص.