كلمة الاختبار بالنسبة للكثير من الطلبة والأسر حالة قلق وتوتر وخوف شديد، حتى إن هذا الخوف قد يمتد فيسيطر على نومهم، فيرى كثير منهم في نومه أنه تأخر على موعد الامتحان، أو أنه لا يستطيع تذكر ما قد ذاكره، وكذلك قد يصاب بعضهم بالأرق وفقدان الشهية، وتسلط بعض الهواجس المُلحة، وغير ذلك من مظاهر القلق والخوف.
الأهل يتخذون كثيرا من الإجراءات أثناء فترة الاختبارات، حيث تتوقف وتنسحب ما كان طبيعيا في الأيام العادية، فيرتفع بذلك التوتر وتزداد درجات الشد العصبي وتتبدل أحوال الأسرة.
وعندما نتحدث عن الاختبارات وضرورة أن تكون فترة تتميز بالراحة والهدوء من قبل الأهل، فكثيرا من الأهالي يهتمون فقط بالتفوق المرتبط عندهم بالعلامات، متناسين قدرات أبنائهم التحصيلية التي يجب من خلالها تُقيّم الوضع بعيدا عن إجبار الأبناء على شيء لا يستطيعون الوصول إليه من خلال إشعارهم بالتوتر والخوف، وفي الوقت ذاته الأبناء يتأثرون بأجواء أسرهم.
فالأسرة لها الدور الكبير في تخفيف حدة القلق والتوتر التي يصاب بها الطلبة، فالجزء الشاق على الطلاب والأهل في فترة الدراسة هو الاختبارات.
فعلى كل من الأب والأم أن يريا أبناءهما متفوقين دراسيا، ويقدما كافة سبل المساعدة لهم لتمكنهم من إحراز هذا التفوق، خاصة أيام الامتحانات. فالآباء يتابعونك أثناء المراجعة وينظمون الوقت ويقدمون العون والتشجيع لأبنائهم.
الطلاب يعيشون فترة الحلم الجميل لخيال المستقبل المزدهر، وعالم كلّه ورد وحياة مملوءة بالسعادة ومكانة اجتماعية مرموقة، وحالة اقتصادية لا يدنو منها غيره، ويعتبر الاختبار أحد المواقف الصعبة التي يمر بها الطالب، لأنها اختبار وتقييم مباشر لقدراته وذكائه، ومدى الخزين الذي اكتنزه طيلة الفترة السابقة، وما يحمل الطالب من مهارات العبور والاجتياز الناجح.
وهناك عنصر مهم لا بد أن نربيه في أبنائنا، وهو أن ننمى ثقتهم بأنفسهم أثناء الخضوع لأية اختبارات، ليست فقط تلك المتعلقة بالمدرسة والتحصيل الدراسي.
فهذه هي مفاتيح النجاح لما تدور به الاختبارات وحياة الطلاب وأهلهم.