بدا حرص الرئيس السوداني عمر حسن البشير على وحدة السودان، واضحا من خلال العرض الذي قدمه أمس إلى شركائه الجنوبيين بالتخلي عن حصة الشمال في النفط إذا سارت الحركة الشعبية خلال استفتاء تقريرالمصير في طريق البقاء ضمن الوحدة السودانية.

ولكن المفارقة التي قدمها الشركاء،كانت مفجعة لمن يعول على الوحدة والبقاء في الأطر الوطنية ، باعتبارهم الخطوة جاءت متأخرة، وهو ما يكشف استعدادهم للانفصال والعمل من أجله طيلة الفترة الزمنية التي وضعت حدا للقتال بين الشمال والجنوب.

واللافت أن قادة الحركة الشعبية يطالبون البشير بأن يقدم عرضا مماثلا لعرضه للخروج مما أسموه مأزق آبيي، وهم بذلك يلوحون إلى أن قرار الطلاق مع الجنوب لا بد أن يضع الإقليم النفطي الكبير في إطار الجنوب ليس إلا.

لا غرابة بالموقف "الجنوبي" وبموقف شريك الحكم سيلفا كير.فهو ومنذ أن بدأت الاستعدادات للاستفتاء مال إلى كل من يعادي السودان وعروبة السودان حتى إنه لم يتوان عن المجاهرة بفتح سفارة إسرائيلية في جوبا وسفارة لـ"بلاده" في تل أبيب، مما يعني أن العلاقات القديمة - الجديدة بين جوبا وتل أبيب، مرشحة للتصعيد، وما على الطرف الآخر، وكذلك الجامعة العربية إلا اتخاذ كل الإجراءات التي تقطع الطريق عن التمدد الصهيوني في إفريقيا انطلاقا من جنوب السودان، وهذا لا يتم إلا بتفعيل العلاقات العربية الإفريقية على كل المستويات ولا سيما المستوى الاقتصادي.