حزب الله هو جماعة شيعية إسلامية جهادية إرهابية مسلحة، وحزب سياسي انطلق من لبنان بدعم إيراني مصدره ولاية الفقيه الإرهابية الحالمة بالسيطرة على عواصم عربية عديدة، تمهيداً لإعلانها جزءا من ولاية إرهابية لا تعرف ديناً ولا تؤمن بالله ورسوله، وقد حولت مقدسات المسلمين وقبلتهم من مكة والمدينة إلى كربلاء والنجف.

يرفع الحزب شعارات الالتزام بالوحدة الوطنية في لبنان، والدعوة إلى رفض الوجود الأجنبي فيه، بينما هو نفسه يعمل ليلاً نهاراً على تنفيذ المشروع الإيراني واستيراد نظامه وسياساته كما هي لتطبيقها في لبنان، وتحويل هذا البلد إلى جزء من الجمهورية وولاية الفقيه، وبسبب سلاح الحزب وسياساته تحوّل لبنان إلى قاعدة، يتم فيه تدريب الإرهابيين التابعين لمحور إيران، مثل الحوثي والعصابات الإرهابية البحرينية، ونُشرت تقارير تؤكد هذه الواقعة، وقال أحد التقارير إنه سبق لحزب الله أن درّب عددا كبيرا من الحوثيين في منطقة البقاع في لبنان ومنطقة القلمون في سورية، وينكب الحزب على تدريب قوات النخبة منهم، حيث إنه سيعهد لاحقا لقوات النخبة هذه تدريب المقاتلين في اليمن، وتابع التقرير أن الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، تشكّل بيئة حاضنة للحوثيين ولوسائل إعلامهم، فكيف ينافق حزب الله أمام جمهوره والمجتمع الدولي والعربي والإسلامي بأنه لا يتدخل بالحروب في المنطقة، ولا يحوّل لبنان إلى قاعدة للوجود الأجنبي الإرهابي؟ وماذا عن خطاب حسن نصرالله مؤخراً، والذي هدد فيه إسرائيل بأن آلاف المقاتلين الشيعة من العراق وأفغانستان واليمن وسورية سيحاربونها من لبنان في حال شن أي حرب على حزب الله؟

من أكبر الادعاءات الكاذبة لحزب الله إعلانه المستمر عن الاهتمام بالقضايا العربية والإسلامية، وبخاصة القضية الفلسطينية، ولكن الحقيقة مغايرة تماماً للواقع، ففي اجتماع مع وسيط دولي قال حسن نصرالله إن ما يعنيهم هو تحرير الجنوب ومزارع شبعا، وبعد ذلك فلا توجد أي مشاكل بينهم وبين إسرائيل، وعندما طرح عليه سؤالاً بخصوص فلسطين أجاب إن لها أهلها وشعبها، وهم أدرى بمصلحتهم، وأنه لا علاقة للحزب بها لا من قريب ولا بعيد، وما يتفق عليه الإسرائيلي مع الفلسطينيين يوافق عليه الجميع في العالمين العربي والإسلامي! فكيف يصدق أي عاقل على وجه الأرض خطابات نصرالله التي لا تعترف بوجود إسرائيل، وتدعو صيحات جماهيرهم بـ«الموت لإسرائيل» بينما الحقيقة يعرفها الجميع أن هذا الحزب تحول إلى حرس لحدود الدولة العبرية بعد تسليمه الجنوب اللبناني؟

ولنتعرف أكثر على الحزب ونفاقه فإننا سننتقل إلى ورقة التفاهم التي وقعها مع تيار ميشال عون، وهذه الورقة قربت المسيحيين المؤيدين لعون من الشيعة المؤيدين لحزب الله حتى أصبح بعض هؤلاء يتحدث عن «صاحب الزمان» وآل البيت أكثر من حديثهم عن السيد المسيح ومريم العذراء، ويزورون الحسينيات أكثر من زيارتهم للكنائس، وتندما، يطرحون سؤالا عن مستقبلهم وهل يعتبر الشيعة المسيحيون كفاراً أم مشركون بالله؟ فيكون الرد المباشر بالنفي، وأن قدوم صاحب الزمان سيخلص الشيعة والمسيحيين، وسيكون إماماً عادلاً يقبل بالصليب، وفي الخفاء وفي الجلسات المغلقة يعلم حزب الله وقياداته الدينية والسياسية، أن هذا النفاق يُستخدم فقط لجذب المسيحيين أكثر، وتقريبهم من حزب الله والطائفة الشيعية، وتوسيع الشقاق بين المسلمين والمسيحيين في مكان آخر، فهذا أيضاً وجه آخر للتقية والنفاق الذي يمتاز به حزب الله.

حزب الله ومنذ تأسيسه اغتال عشرات الصحفيين، ومن أبرزهم سمير قصير، وجبران تويني، وحاول قتل مي شدياق وغيرهم، ولم يسمح يوماً لوسيلة إعلامية لبنانية بالاستهزاء من أمينه العام، فكان أكثر التنظيمات الإرهابية فتكاً بالإنسان وحريته، وفي السابع من مايو 2008 قام وبعد اجتياحه بيروت بحرق مقر صحيفة وتلفزيون المستقبل، وهذا يكشف أيضاً نفاق هذا التنظيم الذي يدعي أنه يعطي مساحة كبيرة من الحرية في الإعلام، لا تؤمنها دول كثيرة.

حزب الله ومنذ تأسيسه بني على النفاق والكذب والتلون والتقلب حسب الأهواء والمصالح، وهو كما وصفه الأمين العام السابق صبحي الطفيلي «حارس حدود إسرائيل»، ومن أكثر من أمين عام سابق للحزب سيعرف حقيقة هذا التنظيم وأداءه، وهو الذي توعد المسيحيين بإرسالهم بالسفن خارج لبنان كما أتوها بالسفن بحسب خطابات لحسن نصرالله بين 1982 و1992، وحديثه عن ترسيخ دولة تتبع لولاية الفقيه، ويكون قرار سلمها وحربها بيد الولي الفقيه في إيران، وهذا ما ينفي نفياً قاطعاً إيمان الحزب بالجمهورية اللبنانية كدولة مستقلة، تملك قرارها المستقل، ولا تسمح للأجنبي بالتدخل في شؤونها.

اذًا الخلاصة أن تنظيم حزب الله الإرهابي تم ومنذ تأسيسه خبزه وعجنه على أحد أهم أسس ولاية الفقيه وهي «التقية»، وتعريفها بسيط جداً وهي تفسر كل أعمال وتحالفات الحزب، حيث إنها تعني في معتقد ولاية الفقيه أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن تديّنا؛ فينسبون الكذب والخداع لدين الله ظلما وعدوانا، وهنا تجدهم يتحدثون عن فلسطين والدفاع عنها وهم لم يتحركوا يوماً واحداً لنصرتها، ويتحدثون عن حقوق الإنسان وهم أكثر من ينتهك هذه الحقوق، يرفضون المخدرات وهم أكبر تجارها، يدعون إلى الوحدة الإسلامية وهم أكثر من يعمل على تفرقة المسلمين، يرفضون الانتفاض ضد ولاية الفقيه ونظام بشار الأسد، ويؤيدون الانتفاضة ضد ملك البحرين، والتخريب في السعودية وليبيا ومصر وغيرها بحسب مصالحهم.. إنهم باختصار حزب ولاية الفقيه، حزب التقية!