تعود الشعب السعودي في تاريخه أن يتوافق التاريخ له بمحصلات إيجابية وسعيدة في آن واحد، فها نحن اليوم نبارك لأنفسنا ولقيادتنا الكريمة بذكرى البيعة المباركة والتي نتشرف فيها بتجديد الولاء والعهد لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، ولولي عهده الأمين، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، في الزمن الذي تعلن فيه الميزانية الأضخم والأكبر في تاريخ المملكة، لعمري إننا في عهد ميمون مبارك.

إن اعلان الميزانية الأضخم في تاريخ المملكة له دلالة اقتصادية، فهو الاقتصاد الأقوى والأول في منطقة الشرق الأوسط، وهو الاقتصاد المبني على أسس متينة وراسخة مكنته من الدخول في دول العشرين الأولى اقتصادياً في العالم، وهو ميزان وكنترول الضبط لأسعار النفط العالمية، والعنصر الفعال في دول الأوبك النفطية، كما يمتلك الاقتصاد السعودي تاريخاً في الاستقرار والنمو رغم مواجهته لعديد من الأحداث السياسية والتقلبات الاقتصادية.

لقد أكد أميرنا الشاب وهو مهندس الرؤية 2030 ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الأمير محمد بن سلمان، أن تحسين المستوى المعيشي للمواطنين يأتي في صميم الجهود التي تبذلها حكومة المملكة لتنويع الاقتصاد وتحقيق الاستقرار المالي، من خلال تحفيز القطاع الخاص والمساهمة بتوليد مزيد من الوظائف للمواطنين، كما أكد – حفظه الله – أن الإعلان عن أكبر برنامج للإنفاق الحكومي في تاريخ المملكة يعتبر دليلا راسخا على نجاح جهودنا في مجال تحسين إدارة المالية العامة، رغم تراجع أسعار النفط بشكل كبير عن السنوات السابقة.

كما أن لهذه الميزانية دلالة مهمة على السير الممنهج للاقتصاد السعودي وفق الخطة الموضوعة له من حيث عدم الاعتماد على مورد واحد للاقتصاد الوطني، وبالتالي فإن هذه التطورات – كما بين الأمير محمد بن سلمان – تعتبر دليلاً ملموساً على التقدم المنجز في هذا الإطار، وبالتالي فهي تؤكد على ضرورة مواصلة السير على نهج تحقيق الاستدامة المالية والتنوع الاقتصادي الذي تسعى الحكومة من خلاله إلى تقليل اعتمادها على مصدر رئيسي واحد للدخل.

لقد تحدثت الصحافة العالمية وأشادت بالميزانية، كما أعلن العديد من المحللين الاقتصاديين في الإعلام الغربي عن شدة إعجابهم بمتانة وصلابة الاقتصاد السعودي، وتكلم العديد منهم عن الخطوات الإصلاحية الكبرى التي تشهدها المملكة والتي نشهد نتاجها اليوم بإعلان هذه الميزانية التي ستنعكس نتائجها على رفاهية المواطن ومثالية الخدمات الموجهه إليه، كما ستسهم إسهاماً فعالاً في ارتفاع مستوى التعليم والصحة الذي سيلمس المواطن آثاره في الأيام المقبلة.

الملفت الجميل في أرقام الميزانية التاريخية أنها تحقيق واضح لأهداف الرؤية 2030، فهي الميزانية الأكبر والأضخم في تاريخ المملكة بالرغم من انخفاض أسعار النفط العالمية، حيث نجحت الحكومة بتقليل الاعتماد على النفط كدخل وإيراد أساسي لخزينة الدولة، وتحقق هذا النجاح الملموس في قدرة الميزانية على خفض الاعتماد على النفط حتى 50 % من الإيرادات، وهذا هو لب وجوهر الرؤية 2030.

إن هذه الأرقام تعكس مدى قوة وصلابة الاقتصاد السعودي، فبالرغم من الحرب التي يتصدى لها جنودنا البواسل على الحد الجنوبي من البلاد ضد قوى الطغيان من الحوثيين المرتزقة، وبالرغم أيضاً من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في المنطقة، وبالرغم كذلك من تدني أسعار النفط العالمية، ها هو مليكنا خادم الحرمين الشريفين، يعلن عن الميزانية الأكبر والأضخم في المنطقة، ويؤكد أنه ماض في إكمال مسيرة التنمية والنهضة في بلادنا ولكافة المناطق الجغرافية للمملكة، وعلى كافة مستويات وشرائح الوطن، هذا لا يحصل إلا في بلاد اسمها المملكة العربية السعودية ومليكها سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله ورعاه.