قد لا أكون مبالغاً إنْ قلت: إن قارئ اليوم أصبح بإمكانه التعليق وإبداء الرأي فيما تنشره الصحف قبل أن توزع في الأسواق؛ بينما كان إلى عهدٍ قريبٍ يُعد ضرباً من المستحيل؛ فضلاً عن أن معظم القراء باتوا يمهدون لصناعة حوار راق بينهم وبين الكتاب.. فلطالما قرأت لهم من الآراء ما تمنيت أنْ لو كانت مقالات منشورة.. فلو تمكن بعض القراء من الكتابة في الصحف لأضافوا شيئاً محموداً.
إن نوعاً من التآلف قد نشأ بين القراء ومواقع الصحف من جهة، وبين القارئ والقارئ من جهة أخرى، أتمنى أن يُتوج بمشاركة الكتاب لاستثمار هذا النوع السريع من التواصل، عله يساهم في التقارب الفكري بين أبناء المجتمع في مواجهة قضاياهم، فيعمل على إيجاد الحلول للكثير من الإشكالات التي تظهر كلما استجدّ جديد في المجتمع.
إن الثراءَ في التواصل الهادف، وتوظيفه توظيفاً جيداً، قد يساعد في خلق ثقافة جديدة تصب في مصلحة الوطن.. وأظن أن الوقت مناسبٌ في ظل ما نشهده من توسع في مساحة الحوار التي أتاحها الملك المصلح عبدالله بن عبدالعزيز لشعبه من الرجال والنساء دون استثناء.
أتمنى على الكتاب، وكذلك المسؤولين الذين نكتب عن المؤسسات التي يديرونها، تخصيص القليل من أوقاتهم لمشاركة القراء آرائهم، مع علمي أن الوقت قد لا يتوفر لديهم دائماً، لكن فرصة يسيرة ـ ولو ساعة في الأسبوع ـ قد تعني للقارئ وللمجتمع الشيء الكثير.
قلتُ:
قد لا تملك من الوقت ساعة، بينما ثمة من ينتظرك حباً ألف ساعة.