فيما شهدت الاجتماعات واللقاءات حول سورية في مؤتمر أستانا 8 المستمرة في يوميها الثاني والأخير، أمس، مساعي جدية لأجل استئناف الحوار السياسي بين النظام السوري والمعارضة، قالت مصادر إن المؤتمر الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران، شهد محاولات روسية

لتحقيق إنجاز براق من بوابة المعتقلين، وهي القضية الأكثر أهمية لشريحة كبيرة من السوريين، مشيرين إلى أن هذه المحاولات لا تبدو بعيدة عن الهدف الأساسي بالنسبة لها، وهو تمرير مؤتمر سوتشي في ظل حديث روسي باهت عن دعم جولة جنيف التي دعا إليها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في يناير القادم، حيث أعرب لافروف عن أمله في أن تكون إيجابية.

وحسب المصادر، فإنه بعد أسبوع على فشل مفاوضات جنيف، يرتقب أن يصدر إعلان ختامي عن الجولة الثامنة لهذه المحادثات في العاصمة الكازاخستانية توافق عليه الدول الراعية: روسيا وإيران حليفتا النظام السوري، وتركيا الداعمة للمعارضة.

ولم تستبعد المصادر أن تسعى موسكو لتهميش دور كل من تركيا وإيران في الحوار السوري المتوقع عقده في منتجع سوتشي الروسي.


مشاكل مرتبطة بالتسوية

قال المفاوض الروسي الكسندر لافرينتييف، إن قسما كبيرا من المحادثات التي بدأت أول من أمس، خصص للمبادرة الروسية القاضية بعقد «مؤتمر حوار وطني» في منتجع سوتشي الروسي، مضيفا أن مثل هذا الاجتماع الذي اقترحته موسكو في نهاية أكتوبر خلال الجولة السابقة من محادثات أستانا سيشكل «منصة تتيح لمختلف ممثلي المجتمع السوري حل المشاكل المرتبطة بالتسوية السياسية، والتي لم تحل في جنيف».

وكان موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قد ذكر خلال زيارته لموسكو أول من أمس أنه «حان الوقت لإحراز تقدم في العملية السياسية»، وذلك قبل انضمامه إلى محادثات أستانا أمس، مستبعدا التوصل إلى تسوية سياسية في جولة مفاوضات جديدة في جنيف يؤمل أن تعقد في النصف الثاني من يناير المقبل، مؤكدا وجوب أن تركز عملية أستانا على مناطق خفض التوتر التي تم تحديدها في الاجتماعات السابقة، إضافة إلى المسائل المتصلة بالمعتقلين.


مصير النظام

ذكرت تقارير أنه إذا كانت دمشق مستعدة لقبول انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة فإن المفاوضات لا تزال تتعثر حول مصير نظام بشار الأسد، حيث يرفض النظام بحث احتمال تنحيته كما تطالب المعارضة.

وأضافت أنه في حين أن عملية جنيف لم تحرز تقدما، تأمل موسكو في الاستفادة من التقدم الملموس الذي تحقق في أستانا، وأتاح جمع النظام والمعارضة لبحث مسائل عسكرية، من أجل إطلاق الحوار السياسي، مشيرة إلى أنه حتى الآن لم تتبلور بعد مبادرتها حول سوتشي، وتتعثر خصوصا حول مشاركة الأكراد، وهو ما ترفضه أنقرة.