أعلن مدير المدرسة الصولتية في مكة المكرمة، أن المدرسة كان يطلق عليها في مكة «أزهر الحجاز»، لمكانتها ودورها المتميز في التعليم، ولديها خطط مستقبلية لافتتاح كلية شرعية للدراسات الجامعية قريباً. واستعرض مدير المدرسة ماجد بن الشيخ رحمت الله، تاريخها مذ تأسست عام 1290هـ وتعد من أقدم المدارس في مكة والجزيرة العربية، وقال ماجد خلال استضافة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، محاضرة له، في قاعة المحاضرات بمبنى المؤسسة بالرياض، بحضور رئيس مجلس الإدارة الأمير تركي الفيصل، «جدي الخامس رحمت الله هو صاحب العديد من المؤلفات العلمية، أسس المدرسة في المسجد الحرام، وعندما كثر الطلاب تبرع أحد المحسنين بإنشاء مبنى للمدرسة في أحد أحياء مكة، ولم يسمها جدي باسمه بل «المدرسة الهندية» وإن اشتهرت بمدرسة رحمت الله. وتبرعت سيدة هندية تدعى صولت النساء بجميع ما لديها من مال من أجل شراء مبنى المدرسة في 1291هـ، وتم بناؤه في حارة الباب بمكة عام 1292هـ، مع تبرعات خيرية أخرى كان تأتي من الهند وباكستان وإندونيسيا وإفريقيا، وتكفلت بالإنفاق على المدرسة طوال حياتها بشكل شهري، لذا سميت المدرسة بالصولتية نسبة إليها».
أول وحدة صحية في المملكة
أشار رحمت الله إلى أن المدرسة اهتمت في بداياتها بالقرآن وعلومه، ثم تطورت إلى مواد أخرى والعلوم الشرعية، مبيناً أن طلابها تفوقوا في المرحلة الأولى من تأسيسها في القرآن وعلومه وبعدها تم الاهتمام بتعليم اللغة العربية وقواعد النحو والصرف للطلاب وأيضاً الفقه، وذكر أن رحمت كان رئيس المدرسين ومعه أربعة مدرسين آخرين، فيما كان عدد الطلاب 75 طالباً، حيث تخرج 4 طلاب من المدرسة من حفاظ وقراء القرآن الكريم بعد حوالي ثلاث سنوات، كما أكمل 5 طلاب حفظ القرآن على رواية حفص، فيما انتقل 34 طالباً للصفوف العليا، مع زيادة عدد الطلاب والمدرسين. وأضاف: «أسهمت مدرسة الصولتية وهي مدرسة أهلية خيرية مجانية لا تتقاضى رسوما في نشرالمبادئ الدينية، واستقبلت الطلاب والأفواج من مختلف الدول الإسلامية، وتخرج منها القضاة والعلماء والشعراء ممن ساهموا في نهضة بلادهم فيما بعد، كما زارها الكثير من العلماء والمشايخ من العديد من البلدان. وكان لخريجي المدرسة من مكة دور بارز في خدمة الدين والمجتمع واشتهر منهم العديد من العلماء والفقهاء والشعراء وغيرهم ممن أسهموا في النهضة الثقافية والفكرية والدينية في مكة والجزيرة العربية».
وتابع: «ازدهرت المدرسة وتطورت كثيراً فيما تقدم من علوم حيث كان لديها أقسام لتعليم العلوم الصناعية والزراعية والحرف اليدوية والتعليم الليلي وتعليم البنات، كما أسست أول وحدة صحية في مدارس المملكة، وكان اسمها دار الشفاء، وكانت تخدم الطلاب والمدرسين وأهالي المنطقة، واشتهرت المدرسة طوال تاريخها بتدريس وتحفيظ وتجويد القرآن الكريم وما يتعلق به من علوم ومعارف بجانب العلوم الفقهية والشرعية».
وأوضح ماجد أن المدرسة ظلت سنوات دون أي تطوير أو تحديث بسبب قلة مواردها المالية ومع مرور السنوات بدأت زيادة الموارد وأعداد الطلاب والمدرسين وتوسعت المدرسة، حيث أتاحت التبرعات من أهل الخير للشيخ رحمت الله التوسع في بناء المدرسة وقاعاتها ومكان الإقامة وسكن الطلاب، ولفت إلى أنه يوجد في الوقت الحالي وقف خاص بالمدرسة عبارة عن مبان تُستثمر أثناء موسم الحج والعمرة، وأبان أن طلاب المدرسة الصولتية حاليًا يحملون أكثر من ثلاثين جنسية في جميع المراحل التعليمية، وأكد أن هناك خططا مستقبلية لافتتاح كلية شرعية للدراسات الجامعية قريباً.