لماذا غابت دور النشر الصومالية عن المشاركة في معارض الكتب السعودية الدولية في كل من الرياض وجدة؟ رغم مشاركتها الفاعلة في معارض القاهرة، وبيروت، والشارقة، وأبوظبي، يعدّ ذلك السؤال الاستفتاحي بداية طرح «الوطن» مع رئيس اتحاد الناشرين الصوماليين الدكتور محمد شيل، الذي أوضح «أن الحرب الأهلية التي تعرضت لها بلاده عام 1991 بعد خلع رئيسها محمد سياد بري، وما لحقها من تغيرات جذرية في الحياة السياسية، وعمليات القرصنة، كلها عوامل أثرت على الإنتاج المعرفي للكتب العربية».

حيث تعدّ الصومال إحدى الدول الست الغائبة هذا العام عن معرض جدة الدولي الثالث للكتاب، شيل وهو عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب، يؤكد أن الناشرين الصوماليين يرغبون في دخول سوق الكتب في المملكة، وبخاصة أنها من أهم المعارض على مستوى الوطن العربي.


تسهيل الإجراءات

حول سؤال «الوطن» لعضو اتحاد الناشرين العرب الدكتور محمد شيل، عن سبب غياب دور النشر الصومالية عن المشاركة في معارض الكتب السعودية، أوضح بقوله: «حاولنا في العام الماضي المشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، وتمت مراسلة جمعية الناشرين السعوديين، والناشرين العرب، لتقديم تسهيلات لدور نشر بلادي، إلا أننا لم نوفق في المشاركة، رغم مراسلتنا».

مشيرا إلى أنه يتمنى من الجهات السعودية المعنية بمعارض الكتب العربية الدولية، معاملة الناشرين الصوماليين كبقية الناشرين من بقية الدول العربية وتسهيل إجراءات مشاركتهم. «الوطن» طرحت المسألة على وكيل الوزارة للشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام والمشرف العام على معرضي كتاب الرياض وجدة الدوليين الدكتور عبدالرحمن العاصم، فأكد أن: «الوزارة يهمها مشاركة جميع دور النشر، وبخاصة من الدول العربية الشقيقة، بل إننا نقدم كافة التسهيلات والإجراءات للجميع، وإذا كانت هناك إجراءات محددة من أي دور، فتتم دراسة كل طلب بشكل إيجابي، ما دام يسهم في تنمية المعرفة ويشجع على القراءة».


 غياب بكلفة مالية

كشف شيل أنه على الرغم من غياب الصومال عن المشاركة في الفعاليات الثقافية السعودية ومعارض كتبها لاحقاً، أن مشتريات الدور النشر الصومالية من الإصدارات السعودية تقدر سنوياً بقيمة 3.7 ملايين دولار (13 مليونا و875 ألف ريال) من أصل 5.7 ملايين دولار (21 مليونا و375 ألف ريال)، إجمالي شراء الكتب العربية.

وأن 65% من الميزانية السنوية لمشتريات الناشرين الصوماليين، والمقدرة بالملايين من الدولارات تذهب لصالح دور النشر السعودية، وتتركز غالباً في الكتب التراثية والدينية، وتعليم اللغة العربية، وتتم هذه الصفقات غالباً في معرض القاهرة.





السعودية والدعم

أفصح شيل، أن عدد الكتب العربية التي أصدرها الناشرون بلغت 2108 كتاب خلال العام الماضي رغم الإمكانات المتواضعة، فالمناهج الدراسية غالبيتها باللغة العربية، متمنيا من وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، دعم المكتبة الوطنية الصومالية، لكسر العزلة الثقافية التي سببتها الحرب الأهلية.

مضيفا، أن الصومال أثرت المكتبة الأدبية العالمية بالعديد من الأعمال المستوحاة من الشعر الإسلامي والأحاديث النبوية، من خلال الأدباء والمفكرين الصوماليين طوال القرن الماضي، حيث حصل الروائي المعاصر الذي يكتب باللغة الإنجليزية نورالدين فارح عام 1998 على جائزة نيوستاد الدولية للأدب عن روايته «عن ضلع أعوج»، وتعد ثاني أعظم جائزة أدبية بعد جائزة نوبل في الأدب، وتعتبر مع روايته الأخرى «روابط» التي ألفها عام 2004 من ذخائر المكتبة الأدبية الصومالية الحديثة.