كشف عدد من المبتكرين السعوديين أنه لا توجد بيئة جاذبة تشجعهم على الاستمرار في إتمام ابتكاراتهم واختراعاتهم وتطويرها، موضحين أن هناك عدة عوائق تقف أمام تحقيق أحلامهم، أبرزها سرقة الابتكارات، وعدم وجود الدعم المالي الذي يساعد على الاستمرار في الابتكار وتطويره، وأن الحصول على براءة اختراع للمبتكر لا يحميه من سرقة الحقوق الفكرية، ولا تعبر هذه البراءات مقياسا لتبني أفكارهم لدى الجهات المعنية.


المركز الـ55 عالميا

قال المصدر إن المملكة احتلت خلال العام الحالي المركز الـ55 في مؤشر البلدان الأكثر ابتكارا في العالم، كما احتلت المركز السادس بين مجموعة دول غرب آسيا، وذلك وفقا لما ذكرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية «وايبو» في مؤشرها السنوي الذي يصدر من جنيف. وأضاف أن هناك الآلاف من الابتكارات السعودية في جميع المجالات التي أعطيت براءات اختراع من نفس المركز، مشيرا إلى أنها نفذت في مجالات محددة وعلى حسب كل ابتكار، فيما لا يزال البعض تحت التنفيذ.


مجرد دعاية

قال المتخصص في الإلكترونيات والطيران المهندس المتقاعد من القوات البحرية الملكية السعودية محمد الحربي، إنه اخترع جهازا يقوم على فحص مؤشر اختبار الدائرة القطبية ويرتبط بمجال الطائرات، ويعتبر من أجهزة الملاحة الضرورية في أغلب الطائرات العسكرية والمدنية. وأضاف أن جميع الملتقيات والمعارض للمبتكرين التي تقام مجرد دعاية فقط، ولا يكون فيها اهتمام حقيقي للمبتكرين أو دعم اختراعاتهم.  وقال الحربي لـ«الوطن» إنه يوجد هناك مبتكر يملك أكثر من 100 ابتكار، ويعمل في شركة «سابك»، وللأسف لا يعرف عن هذا الرجل أي شيء، ولم تظهر ابتكاراته على أرض الواقع. وتابع: للأسف الجهات التي يفترض بها حماية المبتكرين والمخترعين لا تقوم بتسويق الابتكارات أو دعمها ماديا أو عرضها في ملتقيات تحضرها الشركات المهتمة، وكلها ظروف تخبرنا عن حقيقة ثقافة أهمية الابتكارات بالمجتمع لدينا.





الابتكار في رؤية 2030

يقول عسيري إنه يجب أن يحظى المبتكرون السعوديون بالدعم والاهتمام اللازمين، وذلك بما يتفق مع رؤية 2030، لأنه بكل صراحة هذه العقول الفكرية محبطة جدا، ويواجهون سرقات فكرية من قبل جهات حكومية وخاصة، أضف إلى ذلك عدم وجود الدعم المادي والمعنوي، الأمر الذي يتسبب في عدم استمرارهم في تطوير ابتكاراتهم أو تطوير أفكار أخرى.  وطالب عسيري بإنهاء احتكار هذه الابتكارات من قبل بعض الجهات، والتسريع في إنشاء مركز عام وموحد يكون نواة لحاضنة كبرى تهتم بالمخترعين والمبتكرين في المملكة، لأنه سيحد من تشتت الجهود، وسيضع قاعدة بيانات لكافة الابتكارات والاختراعات وأسماء أصحابها وكيفية دعمهم، وتحويل اختراعاتهم إلى منتجات وطنية قادرة على المنافسة.


دعم يعتمد على الإعانات

نفى مصدر في مركز الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع بعض الاتهامات التي ساقها بعض المخترعين الذين التقت بهم «الوطن»، ضد المركز، وقال: على العكس تماما، فإن كل ما ذكر حول عدم وجود دعم مادي للمبتكرين لتطوير ابتكاراتهم غير صحيح، مبينا أن معظم المبتكرين الذين لجؤوا إلى المركز تم دعمهم.  وكشف لـ«الوطن» أن الموارد المالية للمؤسسة تعتمد على ما تقدمه الدولة من إعانات ومنح ومساعدات، وكذلك على التبرعات والهبات والأوقاف وإيرادات الأنشطة ذات العائد المالي. وأضاف أنه يتم تخصيص كافة تلك الموارد للأغراض المنصوص عليه في نظام ولوائح المركز.


سرقة الابتكارات

يقول المبتكر العميد المتقاعد من القوات البحرية عبدالله عسيري لـ«الوطن» إنه حصل على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وذلك بعد ابتكاره مرشّدا للكهرباء عام 2007، موجها اتهامات لإحدى الشركات السعودية بسرقة فكرة هذا الجهاز ونسبها الفكرة لنفسها، وهي تعمل به حاليا، وذلك بعد أن عرض الفكرة عليهم ونالت إعجابهم.  وأضافت: طالبت هذه الشركة بحفظ حقي الفكري لهذا الجهاز، لكنهم لم يعترفوا بي أو بفكرتي، مبررين ذلك بأن الفكرة موجودة في دولة آسيوية.  وتابع عسيري أن المخترع بات يخاف على ابتكاراته ولا يقدمها للجهات المعنية كمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتنقية، لأنها جهات لا تحمي المبتكر، مطالبا بضرورة أن يرأس هذه الجهات أشخاص من المبتكرين، لأنهم الأقدر على معرفة قيمة مفهوم الابتكار ودعمه، وحفظ الحقوق الفكرية.