وسط ردود فعل واسعة حول تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بفشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف المتعلقة بالأزمة السورية، بسبب إصرار نظام بشار الأسد على عدم الوصول لحل سياسي، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيرار أرو، إن نظام الأسد لم يدخل أي مفاوضات منذ بداية الحرب الأهلية، مشيرا إلى أن النظام لا يريد أي تسوية سياسية، بل يريد القضاء على أعدائه. وأوضح نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، ألكسندر جورجيني، أنه «لا يوجد بديل عن حل سياسي يتم التوصل له من خلال التفاوض وباتفاق الطرفين وتحت رعاية الأمم المتحدة».

وكرر دعم باريس لدي ميستورا، فيما بدت تصريحاته رفضا لمبادرة روسية منفصلة لإجراء مفاوضات من المقرر أن تتم في سوتشي العام المقبل.من جانبه، قال المبعوث البريطاني الخاص حول سورية مارتن، إن مسار سوتشي الذي ترعاه روسيا يمكن أن يساعد أو لا يساعد، لكن وحدها عملية جنيف لديها شرعية يمكن أن تجلب لسورية الانتقال السياسي الذي تحتاجه الآن».


اعتراف دي ميستورا

وكان المبعوث الأممي إلى سورية قد اعترف بفشل مفاوضات جنيف الأخيرة، محملا وفد النظام السوري المسؤولية، بسبب رفضه، كما قال، إجراء أي محادثات مع وفد المعارضة قبل سحب بيان الرياض الذي يطالب برحيل رئيس النظام بشار الأسد عن السلطة عند بدء المرحلة الانتقالية.

ومع انتهاء الجولة الثامنة من المحادثات والتي عقد خلالها دي ميستورا 7 لقاءات مع وفد النظام و11 لقاء مع وفد الحكومة، بدا واضحا أن المبعوث الأممي يحتاج مجددا إلى دعم الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن، والتي التقى سفراءها أو مبعوثيها، إلى محادثات جنيف، وأبلغهم بعدم حصول مفاوضات حقيقية خلال الجولة الثامنة.


غضب المعارضة

عد المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المفاوض، يحيى العريضي، أمس، المطلب الروسي بالتخلي عن رحيل رئيس النظام بشار الأسد بأنه سلوك ينم عن غطرسة وبلطجة.

وجاءت تصريحات العريضي ردا على الشروط الروسية التي تحدث عنها المندوب الروسي في الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين، أول من أمس، قائلا: «إنه على وفد المعارضة إعلان الجاهزية لمحاربة تنظيم داعش وجبهة النصرة، ودعم وقف القتال، وإنشاء مناطق خفض التوتر، فضلا عن التخلي عما اعتبره شرطا مسبقا، ألا وهو رحيل بشار الأسد».

وأشار العريضي إلى أن الوفد حمل إلى جنيف موقفا لا يمكن وصفه بالتفاوضي عندما أعلن ضرورة رحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية.

من جهة أخرى، حذّر وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، من «التحليق غير الآمن والخطر» للطيران الروسي، في الأجواء السورية.

جاء ذلك في تعليق لـ«ماتيس»، على واقعة اقتراب مقاتلتين روسيتين من أخرى أميركية، بشكل خطير، في أجواء شرقي سورية، الأربعاء الماضي.