دكتور دواير، أحد أهم الأسماء التي تقدم محاضرات تطوير الذات، وتساعد الناس في إيجاد ثقتهم، تكلم في آخر محاضرة قبل وفاته عن سر حزين في حياته قال «كنت كلما بدأت مشروعا فشلت، كلما بدأت علاقة فشلت، كلما مشيت خطوة فشلت، فجلست مع نفسي أسألها لماذا؟ فاكتشفت أني غاضب، وفِي داخلي طاقة سلبية كبيرة، تحدثت وتحدثت فوجدتني أعود إلى الرجل الأول في حياة كل طفل، وهو والدي الذي كان مدمن خمر، ويضربنا أنا وأمي وإخوتي قبل أن يرحل ويجدوه ملقى على قارعة الطريق ميتاً، كنت غاضبا منه جدا حتى دمرتني كراهيته، فقررت أن أذهب إلى قبره، وقفت أمامه، وقلت:»أنا أسامحك، أعرف اليوم وأنا رجل أن الإدمان هو

ما فعل بك ذلك، وجعلك تفعل ما فعلت، وأنا اليوم أسامحك»، بعدها تغيرت حياته تماماً، ونجح في أعماله جميعاً.

أحيانا يكون من يؤذيك ليس مدمناً مثل والد دواير، ولكن مجرد رجل تم إيذاؤه في عمله في داخل دائرته الضيقة، ويجد فيك وسيلة لتفريغ كل آلامه بسبب احتقار الآخرين له، وكنت أنت صدفة أمامه الشخص الأقل في نظره موهبة منه، لكنك أكثر نجاحا وإقبالاً على الحياة، مثل هذا لن ينجح في إيذائك إذا تذكرت أن تصرفاته نحوك سترتد عليه، أو كما ترى بطلة الرواية والفيلم العظيم

The Color Purple، التي قالت:‏ ‎Everything you have done to me already done to you..

‎وبلغة أخرى كل طاقة انتقامك/‏‏‏كراهيتك/‏‏‏أذيتك ضد شخص ترتد عليك بنفس القدر وبنفس القوة، لكن بعكس الاتجاه، فلم تتعب نفسك بمواجهة كراهيته وهو مهزوم منها أصلا؟ كما عليك أن تتذكر أن ردة فعلك لو امتلأت كراهية ستكون وبالا عليك أيضا، لأن الكراهية نار لا يسلم صاحبها من الأذى، وهي حمل ثقيل يؤثر على خياراتنا في الحياة ويحرمنا من الوعي بالطاقة الإيجابية حولنا، والتي قد تكون في حمام يطير نحونا عندما نجيء، أو طفل يظن أنه يعرفك فيحتضنك، أو حتى شيخ كبير في السن يناديك بكلمة لطيفة، تحتاج أن تلتقط تلك المعاني لتصنع نفسك ونجاحاتك، فلا يمكن أن ينجح كاره أو محبط أو شخص مأسور بفكرة أنه ضحية. ?

إن العالم لن يتوقف عن إنتاج الناس الذين يؤذونك ويظلمونك وينتهكون مشاعرك وأحاسيسك، أو حتى يهينونك بسبب لونك أو وزنك أو جنسيتك، بعضهم أقرباء وبعضهم تقابلهم في الطريق أو تويتر، لذا لا تتوقع أن يختفوا، بل توقع أن تفعل ما يريحك، وما يريح هو أن تتجاهلهم وتسامح من تسامح، ولا تبادل الانتقام بالانتقام أو الكراهية، فالكراهية كما يقولون مهمة شاقة.