تقاس مؤشرات العيشة الكريمة والمدن الأفضل للعيش بعوامل كثيرة، منها وجود الخدمات الأساسية، وجودة التعليم والصحة، والترفيه، وأسعار الخدمات.

وحسب تقرير شركة «ميورسير» الاستشارية الدولية، فقد تبوأت عاصمة النمسا «فيينا» المركز الأول في ترتيب المدن العالمية الأفضل للعيش، فيما فشلت مدن عريقة كباريس ولندن ونيويورك في حجز أماكن لها في أفضل 35 مدينة للعيش، حسب الاستطلاع المنشور. ويقيم الاستطلاع عوامل عدة، منها الاستقرار السياسي، ونوعية العناية الصحية المتوافرة، ومستوى التعليم، واستشراء الجريمة، وجودة وسائل النقل، ومرافق الترفيه، وجاء تصنيف المدن العربية التي تصدرتها دبي في المركز الـ75، والمنامة «133»، والرياض «164»، وجدة «165»، والقاهرة «171»، وبيروت «180».

فكرت كثيرا وأنا أقرأ التقرير حين استوقفتني نقطة «جودة الخدمات الأساسية»، وتذكرت تلك العائلة التي فقدت 7 من أفرادها في صبيا بمنطقة جازان بسبب «حفرة» كبيرة في أحد الطرقات، وحمدت ربي ألف مرة أن شركة ميورسير العالمية لم ولن تسمع بمدن غير جدة والرياض في مملكتنا الحبيبة.

توقعي البسيط أن القائمين على الشركة العالمية سيصابون بالصرع وجميع التشنجات غير القابلة للعلاج، حينما يعلمون أن حفرة في طريق رئيس، تسببت في مقتل 7 أفراد دفعة واحدة.

حين قراءتي الخبر، خطر سؤال في بالي: وماذا بعد؟ من سيعوّض العائلة المكلومة، وهل سيكون التعويض بـ800 ألف دولار، كما طلبت إحدى المسافرات، بعد رفعها قضية تعويض ضد شركة طيران لتعرضها لحروق جراء كوب شاهي ساخن قُدّم لها في إحدى الرحلات، أم سيكون كحكم القضاء الأميركي عام 1994 لمصلحة المرأة البالغة من العمر 79 عاما «ستيلا ليبيك» ضد شركة ماكدونالدز الشهيرة بتعويض مادي قدره 2.9 مليون دولار، قبل أن يتم خفضه إلى قرابة نصف مليون دولار بعد الاستئناف، بسبب اندلاق كوب القهوة الساخن على جسدها.

محليا، مات 7 من أفراد أسرة واحدة وسبقتها مئات الأسر التي عانت من الفقد والموت والعويل، ولم يتعد الأمر إعفاءً مسؤول على الطريقة «الهوليودية».ورحم الله الشاعر إبراهيم خفاجي، فلو كان حيّا لغير مطلع رائعته «مثل صبيا في الغواني ما تشوف» إلى «مثل صبيا في الحفر ما تشوف».