على الرغم من أن السمنة تعتبر عاملا خطرا معروفا جيدا للحصول على أمراض القلب والأوعية الدموية، كشف بحث جديد مثير للجدل أن ارتفاع الوزن قد يرتبط في الواقع مع تحسين البقاء بين الناس الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك وفقا لتقرير نشره موقع «ساينس ديلي» العلمي.

مفارقة السمنة

تقول الدراسة التي أجرتها كلية الصحة العامة العالمية بجامعتي نيويورك وميشيجان الأميركيتين إن مفارقة السمنة غير موجودة بين المصابين بحالات جديدة من أمراض القلب والأوعية الدموية. وأضافت أن معظم الأبحاث السابقة كانت تفحص الأشخاص الذين يعانون من مرض أو أكثر لفترات طويلة، حيث إن العوامل المرتبطة بالمرض يمكن أن تحيز النتائج نحو رصد مفارقة السمنة، بمعنى أنها وضعت السمنة في قفص الاتهام كسبب لكل الأمراض التي يعاني منها المريض.

تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة فرجينيا تشانج من جامعة نيويورك: «لم نجد أدلة على أن السمنة لها علاقة كبيرة بحالات الوفاة، فالعديد من الأمراض يمكنها أن تؤدي إلى الهزال في نهاية حياة المريض، لكن فكرة وجود وزن إضافي يمكن أن يطيل البقاء، وهذا الأمر يتعلق بمختلف الالتهابات التي تحسن في الجسم».



معرفة الخلل

تقول الدراسة التي نشرت أيضا على الإنترنت في مجلة «بلوس ون»، إن البحوث السابقة شخصت إلى حد كبير المرضى الذي يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية الذين لديهم تاريخ مرضي قديم، بدلا من التركيز على تلك التي يتم تشخيصها حديثا، وهم المرضى الذين يصابون فجأة. وهؤلاء الذين يصابون بمرض القلب فجأة هم الأولى بالدراسة، وذلك لمساعدة الباحثين على معرفة الخلل.

فعلى سبيل المثال فقدان الوزن المرتبط بالمرض يمكن أن يؤثر على كيفية تصنيف حالة الوزن. المرض يمكن أن يؤدي إلى كلٍّ من الموت وفقدان الوزن، وكلاهما علامة على مرض أكثر شدة.

وتذهب الدراسة إلى أن الناس الذين فقدوا الوزن بسبب مرض أكثر شدة فعلى الباحثين أن يقللوا من الآثار السلبية التي يمكن أن تتركها السمنة، وذلك بمقارنة الوزن السابق للمريض مع وزنه بعد تدهور حالته الصحية.



السمنة المفرطة

اتفقت الدراسة التي بدأت عام 1992 وشملت أكثر من 30 ألف شخص، مع الدراسات الأخرى التي تحذر من السمنة المفرطة التي تعرض المرضى للموت المبكر. ولكنها في نفس الوقت ركزت على تشخيص أمراض القلب والشرايين ومنها احتشاء عضلة القلب، وفشل القلب المزمن، والسكتة الدماغية، وأمراض القلب الإقفارية. وعند النظر إلى المرض السائد استخدم الباحثون الأوزان الحالية للأفراد، عندما كانوا يدرسون الأمراض التي أصيب بها المرضى أخيرا، واستخدموا أوزانهم قبل التشخيص.

ووجد الباحثون أن المرضى المصابين بهذه الأمراض من فترات طويلة والمصابين أيضا بارتفاع الوزن، أقل عرضة للوفاة بنسبة تتراوح بين 18 و36%، وذلك مقارنة مع الأشخاص من ذوي الأوزان الطبيعية.

وقالت تشانج: «إذا حسنت السمنة من بقاء الأشخاص الذين يصابون بأمراض القلب فجأة وبدون أي تاريخ مرضى قديم فإن النتيجة ستكون لها آثار مهمة على الصحة العامة. ومع ذلك ختم الباحثون دراستهم بأن النتائج التي توصلوا إليها لا تدعم المبادئ التوجيهية لإعادة التقييم سعيا وراء مفارقة السمنة المحتملة».